لدينا لغة نتخاطب بها، ونفتقد اللغة المشتركة، التي تجمعنا وتوحد طاقاتنا، وتبني قدراتنا وتجعلنا أقوى.
اللغة المشتركة أن نتوصل إلى اقترابات واضحة وصالحة لحل المشاكل بيننا، والمجتمعات المعاصرة الناجحة تبحث عن المشتركات، وتبتعد عن المفرّقات التي تدفعها للتخاصم والتنافر والعداء.
اللغة المشتركة وسيلة مهمة لصناعة الحياة، وتحتاج لجد واجتهاد ومطاولة، وقدرة على النظر الإيجابي وإبصار منابع الخير في الآخر.
فالبشر تتصارع في دنياه ثنائيات الأشياء، ومعالم الموجودات بطرفيها المتباعدين، الغارقين في التواصي بالابتعاد، ولا بد للغة مشتركة تقرّب من الشحنات المتفتحة في الأعماق، وتتخذها منطلقا لبناء المسيرة التفاعلية ما بين الحالات. فالشعوب الحيّة تعبّد طرقاتها بأبجديات اللغة المشتركة، التي تبني الوجود المتراص المتراصف، المتدفق الحيوية والحياة الحرة الكريمة.
ولكي نتعلم مهارات التخاطب بلغة إنسانية مشتركة، علينا أن نمتلك رؤية واضحة، وأهداف تخدم مصالح المواطنين وبلا تمييز، أو ما يسمى بالمصالح العامة التي يستفيد منها أبناء المجتمع.
إن ما يصيبنا بأوصاب وأوجاع هو التغاضي عن المنفعة الجامعة وعدم وعي التكافل والتآزر، والخروج من دائرة الاقتدار والانحدار في متاهات التعادي والتصارع المؤطر بالبهتان. وحالما يدخل التأدين الأعمى المضرج بالعواطف والانفعالات، تبدأ مسيرة النكبات والانكسارات المتلاحقة التي تصيب كل موجود بمقتل؟
وقد تعلمت الشعوب، أن الخلاص الأصلح لوجودها أن تتآلف وتتحالف، وتكتشف المشتركات وتنفر عن المفرّقات الدافعات إلى التهاوي في العاديات.
فالمجتمعات تريد أن تربح، ولا تتحقق الربحية وتبنى الحياة على أسس مهلهلة وذات دواعي انهيار؟
ولا بد من أسس تشد الأحجار لبعضها لكي يدوم البناء، وما يجمعها التضامن لتأمين أساس متين يأتي ببناء قويم!!
د-صادق السامرائي
17\6\2021
واقرأ أيضاً:
الأقلام الافتراضية!! / الورائية!! / لماذا نكتب عن أعلام الأمة؟!!