الكثير مما مدون في كتب التأريخ لا يقبله العقل والمنطق السليم، ومقرون بالتأجيج العاطفي والانفعالي، والافتراءات المنثورة وكأنها حقائق ومسلمات، رسخها التكرار النقلي الأعمى في أذهان الأجيال، حتى أصبحت ركاما ثقيلا يحتاج لطوابير أعلام، ذوي إرادة وعزم فريد للتصدي له وغربلته، وإظهار الحقائق وليس الدسائس والتقولات والتصورات المنافية للطبع البشري.
ومعظم المكتوب فيه تهويل وتضليل وتوجيه لخدمة إرادة الكرسي. ويكون الدين مطية لكل فعل، فما أسرع الحافين حول الكرسي في تبريراتهم لخطايا وآثام ذوي السلطة والمقام، وغاياتهم دنيوية بحتة، ولا ينصرون الحق.
والمدون بعيد عن وقت حدوثه، فالذين كتبوه كان أسلوبهم ورائي، أي بعد الحادث بعقود وربما بقرون، فحشوا السطور بما يتهيأ لهم ويرضي رؤاهم، وما فيهم من الدوافع والمرامي.
فالمطلوب قراءة منهجية علمية معاصرة للمدوّن، الذي أصبح مصدرا للخداعات والإنهيارات السلوكية والأخلاقية العاصفة في أرجاء الأمة، فلكل آثمة ما يعادلها ويشير إليها ويوظفها في كتب التأريخ.
ولا ننسى أن النسبة العظمى من مخطوطات الأمة وخزائن معارفها، لا تزال مغيبة ومصادرة من قبل الآخرين القابضين عليها.
وأبناء الأمة يعمهون بالأوهام، مما يزيدهم غفلة ويمنع عنهم التبصر وإعمال العقل وبجرأة.
فهل لنا أن نكشف عن جوهر الأمة وحقيقة مسيرتها الساطعة، التي علينا أن نقتدي بها ونرتقي بموجبها؟
إنها مهمة تستدعي نضالا معرفيا وثابا!!
10\8\2021
واقرأ أيضاً:
الديمقراطية المحمومة!! / الكرسي والإنسان!!