التأمل يعني إعمال العقل في الحالة التي يتفاعل معها الشخص وفي التأمل تفكر، وعلينا كموجودات آدمية حية أن نتفكر "والذين يتفكرون".
العديد من أجدادنا الأفذاذ، اتخذوا العقل سبيلا للمعرفة والتعلم والإدراك وأعملوه، وبطاقاته العقلية سطروا نماذج إبداعية أصيلة، استقت منها البشرية أنوار الإبحار في عوالم المجهول، فاستحضرت المعلوم وارتقت وتقدمت.
وفي واقعنا المبعثر المدثر بالغابرات، والغارق في البهتان والأضاليل والافتراءات والأساطير والخرافات، والنزوع لتحويل البشر إلى آلهات في ميادين امتهان البشرالتابع الخانع، المقلد لآفات الوجيع وانتهاك حقوق الإنسان، والحرمان من أبسط الحاجات باسم خطب الهذيان، وعقائد الأوهام والاندحار والانهزام.
هذا الواقع ينفر من التأمل ويحسبه عدوانا على منابر المتاجرة بالدين والبشر الحيران، فلا بد من تعطيل العقول وشحذ النفوس بالإنفعالات والطاقات العاطفية السلبية، اللازمة لإذكاء الصراعات الخسرانية بين أبناء كل شيء واحد.
ووفقا لهذا الأسلوب الانتكابي، والتفاعل الخيباوي، تتخذ مسارات البشر المأسور بالدجل والأفك المقدس، والإدعاءات الخرافية الزائفة التي تبلد أحاسيسه، وتحوله إلى أدوات وآلات تشجيع لأوامر وفتاوى ذوي العاهات النفسية والسلوكية، الخاضعة لإرادة أمارات السوء النكراء.
ولهذا فأن ما يصيب المجتمع سببه الذين لا يؤمنون بمعروف ويرفعون رايات المنكر، ويقاتلون الفضيلة، ويعلون من شأن الرذيلة باسم الدين، وكأن الدين لا دين بل وسيلة للعدوان على الآخرين.
وكل منهم يوهم نفسه وغيره بأن لا دين إلا دينه، ولا مذهب إلا مذهبه، والدنيا فيها آلاف الأديان واللغات والثقافات.
وكأن البشرية تتجلى بنا، ونحن أشتات متناحرة يحدوها الانقراض السعيد!!
واقرأ أيضاً:
الإنسان المغشوش!! / الأقلية والأكثرية وأمة ضحية!! / التلقيح الذهني!!