الخرافة: حديث باطل لا يمكن تصديقه، الكلام الذي لا صحة له.
البشر يميل للخرافات وقد رافقته منذ الأزل، ولا تزال فاعلة في العديد من المجتمعات، فالناس ومنذ فجر التأريخ لديهم خرافات يعيشون بها ويمضون على هديها.
وربما تمازجت مع العقائد أو الأديان، فكان لها تأثيراتها السلوكية، وتفاعلاتها المبنية على ما تحتويه من تصورات بعيدة عن الواقع.
ولا يعرف سبب ميل البشر لتصديق الخرافة، والتشبث بما هو كاذب، والنفور من الحقائق والبراهين والأدلة.
ويبدو أن لرعب الموت دوره من الموقف تجاه الوجود بأسره، فالبشر لا يصدق بأنه سيموت، فيعيش في دوامة الكذب على نفسه والعدوان على ذاته.
لكن الموت يأتيه لا محالة، وهو يتلذذ بكذبة الحياة وأنه يملكها وخالد فيها.
هذا الشعور المخادع يؤهله نفسيا وانفعاليا لتقبل ما يفرزه من الأضاليل والخداعات الكاذبة، ويفسر تبعية الناس للكذابين وابتعادهم عن الناطقين بالحق المبين.
وبسبب ذلك الميل المتأصل في الأعماق، فالساسة والقادة يكذبون، والأحزاب والحركات ترفع شعارات مراوغة للإيقاع بالناس، فتجدهم يتحركون وكأنهم يتسابقون نحو الكذابين، حتى لتحسب أن للكذب مغناطيسية عالية تجذب الناس المرهونين بالسطوة الخرافية والغيبية المقلقة لهم.
ويمكن القول أن الخرافة لها دورها في حياة البشر، وكأنها منغرسة في موروثاته الجينية، ومتفاعلة مع النوازع والدوافع والرغبات المطمورة.
فهل أن البشر مخلوق خرافي، ولا يزال يحاول الانتصار على ما فيه من الطاقات الغيبية المتمكنة من عقله؟
ربما ذلك صحيح لأن بضاعة الخرافة لا تزال رائجة في المجتمعات وبنسب متفاوتة.
وتلك محنة كبيرة تظهر بين آونة وأخرى لتأسر الملايين وتأخذهم إلى حيث الفناء الأكبر.
وكم من خرافة وأكذوبة أججت العواطف والانفعالات ومضت بالبشر كالقطيع إلى سقر!!
30\9\2021
واقرأ أيضاً:
التكرار والإثمار!! / التلقيح الذهني!!