هل سينتهي الربع الأول من القرن الحادي والعشرين بحرب مروّعة؟!!
سؤال يفرض نفسه، لأن طبائع القرون تتصف بالفظائع الفتاكة في ربعها الأول، وتبلغ ذروتها في منتصفها، وبعدها تتخذ مسارات ذات نسب متباينة من الهلاك. ومن رحم الويلات القاسيات تولد إنجازات تنقل البشرية مسافات شاسعات نحو مستقبل مجهول.
ما يلوح في أفق السنوات المتبقيات من الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، لا يشير إلى انفراجات حضارية، وإنما الخطى تسير نحو تداعيات مريرة توفرت لها الأسباب والعناصر والقيادات اللازمة لتنفيذها، ويبدو العالم وكأنه على شفا حفرة الوعيد، وقد يحصل ما لم يخطر على بال، بسبب حدث أو خطيئة قد تتحقق في أية لحظة.
فالمطلع على سلوك القرون وطبائعها، يكتشف أن أصعب السنوات التي سيعيشها هذا القرن هي السنوات المتبقية من ربعه الأول. ليس ما تقدم ضرب من الأوهام والتصورات الواهية، وإنما مبني على مقارنة مدروسة بين سلوك القرون الماضيات، وما تحقق فيها من العاديات.
ولا يُعرف لماذا تتصرف القرون على هذه الشاكلة القاسية، غير أن المؤججات النفسية تتراكم وتتعاظم، وتتوقد قدراتها وتتصاعد طاقاتها، وتكون في حالة تخاصم مع ما يعارضها، لأنها تحث ما يشابهها باتجاه آخر، فيتنامى التنافر وتقع الواقعة.
وواقعة القرن الحادي والعشرين لا تشبهها واقعة، إنها ستمحق الوجود القائم في أية بقعة من الأرض، وعلاماتها ومقدماتها رسائل تبعثها إلينا الأعاصير الشرسة والحرائق المستبدة والوباء المستقيد، وقيادات الشعوب المسعورة الرؤى والأفكار، وما هي إلا قدحة شر هنا أو هناك، حتى تتحول الأرض إلى سجير لا يجير.
فهل هذا هذيان يراع، أصابت الصهباء نهاه، فما عاد يكتب وإنما يتقيأ ما ثمل به من المخاوف، والهواجس والأفكار المتوافقة مع ذروة سكرة الراح.
ودامت الأرض على بساط من الرحمة والسلام!!
واقرأ أيضاً:
الديموقراطية والثورة الصناعية!! / نعم ثار العرب!!