القوة الغازية تخرِّب البلد الذي تدخله عندما يتعاون أهل البلد معها، ولا يمكنها أن تخرِّبه إذا قاومها أهله. ذلك قانون متعارف عليه في مسيرة الحروب البشرية، فبغداد خرَّبها التتار لأن عددا من المتنفذين في الدولة والجيش تعاونوا معهم، وفي كل غزو لها يتم تخريبها بمعاونة مجاميع من أهلها، فالوطن تم تخريبه عقب آخر إجتياح له بمعاونة أناس جاؤوا مع القوات المحتلة، وأمسكوا الحكم وأدوا واجبهم في التخريب والتدمير لكي تدوم لهم السلطة.
بينما الشعب الفرنسي قاوم التخريب والتدمير في الحرب العالمية الثانية، وكذلك الشعب الإنكليزي، والشعب في مدينة وارسو تحدّى الدمار والخراب وقاومه، وأعاد بناء المدينة في وقت قياسي بعد هزيمة الجيوش الغازية.
وفي مجتمعاتنا يتباهى العديد من المحسوبين على البلد، بأن لديهم القدرة على التخريب والتدمير، وتحويل البلاد إلى ركام، والإنسان إلى حطام ، ويرفعون رايات الدين.
فالشعوب الحية المعتصمة بحبل الوطن، لا تقدر عليها أية قوة أخرى مهما تمكنت وتقوَّت، فإرادة الشعوب لا تهزم، لكنها تنهار عندما تُخرم من قبل أبنائها المنحرفين المعادين للبلاد.
ولا يمكن بناء وطن وفيه موالين لغيره، وتابعين لأعدائه، وقد تمكنوا وتسلطوا عليه.
إن أولى خطوات البناء والنماء، أن يتحرر المجتمع من قبضتهم، ويتخلص من هيمنتهم، وسلوكياتهم المناهضة لإرادة الحياة وصلاح الدين.
فهل من قدرة على تحرير الوطن من أعوان الآخرين؟!!
واقرأ أيضاً:
الأمة تأكلها الفرص!! / الاستعمار رفيقنا!! / المعامرة!!