قيمة الأوطان تتناسب طرديا مع قيمة الإنسان، أي كلما زادت قيمة المواطن ارتقى وطنه، وتُعرف حالة أي وطن من قيمة الإنسان فيه.
ويمكن رؤيتها بوضوح من معاينة الرعاية الصحية والتعليم والأمن. وتأمين متطلبات العيش الأساسية، كالطعام والماء الصالح للشرب، والسكن والكهرباء والنقل وغيرها.
وبفحص هذه المفردات، وتقدير نسبة وجودها وفاعليتها في المجتمع، تتضح قيمة الإنسان.
فالمواطن العالي القيمة، يكون وطنه كبيرا في نظره وعيون الآخرين، والعكس صحيح.
وعندما نعاين قيمة المواطن في دول الأمة، تبدو وكأنها معدومة أو متدنية، مما يعني أنها بلا قدرة على تحقيق الأمن والسيادة.
بعض الحكومات طرحت شعار الإنسان قيمة عليا في المجتمع في سبعينيات القرن العشرين، فتغيرت ودُفِعَت إلى حروب عبثية لا تنتهي، حتى انمحقت قيمة الإنسان، وتحول إلى أضعف رقم على يسار رقم الكرسي الحنفيشي الطباع.
إن الأقلام بما تجود به وتستهلك وقتها فيه، تغفل قيمة الإنسان المفقودة، وتحسب ما تنشره سينفع، وهذا محض ثريد حول صحون الويلات والتداعيات.
فالإنسان الفاقد لقيمته لا يقرأ، ولا يهتم بالموضوعات التي نسميها فكرية، تنويرية، ثقافية، لأنها لا تساهم باسترداد عزته وكرامته، ولا تمنحه الشعور بوجوده، ودوره في صناعة الحياة، فالواقع يملي عليه آليات الاستعباد والاستبعاد، والقهر بالحرمان من أبسط الحاجات، ولا يوفر له ما يستحقه من الرعاية والحقوق الإنسانية المشروعة.
بل أن العديد من مجتمعاتنا تُهلك المواطنين، وتهدر طاقاتهم، وترى بتخنيعهم وإذلالهم وسيلة للبقاء في الحكم، فتلوي رقابهم وتسحق رؤوسهم، وتزدري المواطن، وتحطم إرادته وتصادر طموحاته وتطلعاته.
ولكي نكون ونستفيق من رقدة العدم، علينا بإعلاء قيمة الإنسان، وإلا فأن ما تقدمه النخب هذيان بلا عنوان!!
فهل سنرى الإنسان؟!!
واقرأ أيضاً:
الغازي يهدم بأهل البلد!! / نَخْوَةُ المُعْتَصِمِ!!