آلية تفكيرنا الجامدة، ربما ترضي ما فينا من عاهات نفسية ونوازع أنانية ودوافع سيئة، تبدوعلى أنها ذات تطلعات خير ورحمة.
فنتباهى ونتفاخر بأننا نطعم الفقراء، ولا نتساءل لماذا عندنا نسبة مروّعة من المواطنين تحت خط الفقر، ونحن مجتمعات ثرية حسب جميع المقاييس؟
لماذا لا توجد مؤسسات ودوائر بحثية وعلمية، لوضع الأسس الصحيحة لمشاريع اقتصادية تساهم في محاربة الفقر، ومساعدة أبناء المجتمع على إطعام أنفسهم، بدلا من الاعتماد على غيرهم.
فالذين يتبجحون بإطعام الفقراء، من أين جلبوا المال، أليس من إفقار أبناء المجتمع، أي أنهم يسرقون ثرواتهم وحقوقهم، ويتصدَّقون بها عليهم، باسم الدين الذي امتطاه كل ظالم غاشم لئيم.
فالجالسون على كراسي التسلط على الناس، هم سبب الإفقار والدمار والخراب، وتهجير الناس من بلدانهم، وهم الذين ينهبون ويسلبون، ويريدون الظهور بقناع وديع مسالم رحيم، فيطعمون الفقراء، وهم الغارقون بالثراء الفاحش، ولا يتعبون من سرقة أموال الشعب، ووضعها في البنوك الأجنبية، لتقضي على الفقر في بلدان الآخرين. فما قيمة إطعام الفقراء في شهر رمضان وهم جياع طوال العام؟
ما منفعة هذا السلوك الذي يوهم الناس بأنه فعل رحيم وصاحبه إنسان قويم؟
إنهم يكذبون ويمتهنون الناس المساكين، ويطعمونهم الزقوم والويل والوعيد ويتكبرون عليهم، ويُحسَبون من الشرفاء الأنقياء الأطهار، فهم يطعمون الفقراء، الذين يتزايدون بسبب سياساتهم العدوانية ضد شعوبهم، المبتلاة بالأجراء التابعين المخنعين، في ديار كانت تسمى بلاد أمة الدين الرحيم!!
فإلى متى نبقى ندور في دوامات الأنين؟!!
يطعمون الفقراء في شهر رمضان ولا يستثمرون في بلدانهم، وينعشون اقتصاديات الشعوب التي لا تعرف معنى الفقر، الذي يعانيه المواطن في بلاد العرب أوطاني!!
أنتم سبب الكوارث والنكبات، لأنكم بأموال الأمة تقتلون أبناءها وتفقرونهم وتذلونهم!!
فهل لكم أن تعيدوا ثروات الشعب للشعب؟!!
واقرأ أيضاً:
قيمة الإنسان وقوة الأوطان!! / هل ستنتصر السلحفاة؟!!