الأجيال العربية تعيش أوهاما وانحرافات متنوعة ويأتي في مقدمتها، أن الآخر القوي يريدنا مرضى وجياعا ومتصارعين ومنقسمين وأكثر، وما تساءلنا، وهل توجد قوة في الدنيا لا تريد لقوة أخرى هذا المصير؟
فالوجود الأرضي منذ أن تأسست فيه الدول، عبارة عن مسيرات تحدٍ واصطراع، ولا توجد دولة مهما توهمنا تريد الخير لغيرها، وإنما تتفاعل وفقا لإرادة مصالحها، وتتنافس مع غيرها على مصادر الطاقة التي تنوعت وتطورت.
فالبشرية خاضت حروبا مريرة على الماء والغذاء والماشية، والتوابل والقهوة وغيرها من المواد التي تساهم في بناء القوة الاقتصادية، بل والنساء لأنهن مصدر للطاقة البشرية.
ولا توجد قوة مهما كبرت أو صغرت، إلا وتطمع بغيرها لتزداد قوة وهيمنة، وهذا ديدن التفاعلات الأرضية منذ الأزل، وقوانينها الفاعلة فوق التراب، ولا مشكلة في ذلك، فالمصيبة أن تجد مجتمعا أو أمة تتوهم غير ذلك، وتتصور الحياة الدنيا نزهة في مروج الأمن والأمان، وتتناسى بأن قوانين الغاب يتحقق ترجمتها ما بين الدول، وبأساليب ذات منطوق متوافق مع مكانه وزمانه.
فالعيب في المجتمعات والأمم والشعوب، التي لا تدرك آليات القوة والتحدي والنماء والبقاء، وتوفر الفرص الثمينة لأية قوة طامحة لتحويلها إلى مصدر للطاقة اللازمة لتنمية قوتها وازدهارها.
ولا فرق ما بين قوة غربية أو شرقية، الفرق يحدده أبناء المجتمعات المُستهدفة، فإذا كانوا على قلب رجل واحد ولديهم رؤية، وتطلعات يسعون لتحقيقها ويمتلكون قدرات الاعتصام بمكانهم وثرواته وما فيه ويصونون مصالحهم، ويكونون كالبنيان المرصوص أمام الآخرين فإن معادلة الحياة ستكون لصالحهم، أما إذا تفرقوا وذهبت ريحهم فلا تعتب على أية قوة مهما كانت إذا استباحتهم، واستثمرت في ما عندهم من الفرص والتفاعلات، القاضية بامتلاكهم ومصادرة إرادتهم والاستحواذ على ثرواتهم.
فلماذا يتحقق لوم الآخر وتزكية الذات والموضوع من المسؤولية؟!!
واقرأ أيضاً:
الهاربون!! / دوّامة الظلم المُستطاب!!