هذه ليست تحليلا للواقع المتأجج في ديار الدنيا القوية المستقوية على بعضها، وإنما مقاربة سلوكية لما ستؤول إليه الأمور، بسبب تفاعلات وتطلعات ذات تصادمات قاسية ومآلات عاتية.
فما يحصل صراع وجود، إما أكون أو لا أكون، إما أتأسد أو لا أسد، وهي محنة غابية مروّعة، لم تعهدها البشرية منذ أكثر من سبعة عقود، بعد أن فاز بها أسدٌ هصور.
فالعلاقات ما بين الدول غابية الطباع وشرسة المنازلات، ويمكن القول، أن أسدا يتبختر في عرينه، وأسود في آجامها لا يحق له الاقتراب منها، أو أن الأسود المتجمعة المتأهبة، أخذت تقترب من عرين أسد مكين متمترس بآجامه، التي تخرّبت ذات يوم وأستبيح معظمها، وما بقي عنده إلا عرين يريده حصينا.
أسد يصارع أسودا، ويسعى ليتأسدا بينها لا خارجا ومعزولا عن مرابعها ومراتعها، وتأبى الأسود أن يكون واحدا منها، رغم معرفتها به أسد مجرب عنيد.
أسود الغاب يتحكم بها أسد لا يرحم، وتدور بفلكه، والغاب تنامت فيه الأسود وتعددت آجامها، وتبحث عن دور سيادي فيه.
فالأسود الطالعة ستفرض إرادتها، وتعلنها بوضوح أن الغاب لجميع الأسود، ولا يجوز لأسدٍ واحدٍ أن يتسلط فيه، والأسد القوي العتيد يأبى التنازل عن عرش مملكته، ويطالب الأسود التي تتبعه أن تستجمع قواها، لتفتك بمَن يزعزع مملكة السيادة والسلطة والقوة المطلقة.
وتنازلت الأسود في سوح الآخرين، فاختارت ميدان صراعها الذي تستعرض فيه عضلاتها، وتكشف عن ساقيها، وكأنه المصير.
وبدأت المنازلة الخطيرة التي ستنتهي إلى ما هو أخطر، لأن الآجام فيها أسود هرمة، وأخرى نزقة وبعض ذات توقدات إنفعالية هائجة، وكلها تؤجج كلها، ودوامة العواصف النارية تدور، وآفات الخراب والدمار تجور، ولا يوجد أسد حكيم في غاب الوعيد الشديد.
فهل أن الدنيا تتسابق نحو أغوار سقر؟!!
الجواب في غدنا القريب، وكأن الويل ليس ببعيد!!
واقرأ أيضاً:
المَجْدُ المُنْطَوي!! / النفوس والرؤوس!!