"الحقيقة أغرب من الخيال" قول نعرفه، وسمعناه مرارا، وما استوعبناه وتمثلناه، ومرت الأيام، وإذا نحن أمام حقائق فاعلة في دنيانا تفوقت على أبعد خيالاتنا.
فالبشرية صارت تتعامل مع ما كنا نسميه "خيالا" على أنه واقع قائم، فالمنجزات بأنواعها تفوقت على أي خيال في مسيرة البشرية المعاصرة والغابرة.
فالإنترنت لم يخطر على بال، وكذلك وسائل التواصل المتعددة، وأجهزة الكمبيوتر التي انطلقت في مسيرة الانتصار على الخيال.
فالواقع الذي نتفاعل معه ما بعد كل شيء كان وسيكون، لأن الانطلاقة أصبحت متسارعة وخارقة، وكأن قدرات استنزال الأفكار العلوية أخذت تقترب من مدياتها القصوى.
الطيران كان خيالا بالنسبة للأجيال على مر العصور، وإذا به يتحول إلى حقيقة في القرن العشرين.
السيف كان سلاح الحروب لآلاف السنين، وإذا بالرصاص والبارود ينتصران عليه، وفي الوقت الحاضر لدينا أسلحة لا يمكن لخيال أن يستحضرها.
ووفقا لما يجري فوق التراب، فأن الخيال قد ولى وانقرض، وانتصر عليه الواقع الذي يتعاطى أفكارا ذات قدرات انفجارية التطلعات والمديات، لا يستطيع الدماغ البشري المحدود المعصوم بالجاذبية الأرضية أن يتخيلها.
قد يقول قائل أن ما تقدم من صنع البشر، وهذا صحيح، غير أن ما صنعه البشر انفلت لجامه وانتصر على صانعه، فانهزم الصانع أمام المصنوع، وانقلب السحر على الساحر، والذكاء الاصطناعي سيتطور نحو ما لا يمكن تصوره.
وهذا ما يتحقق في رحاب الدنيا التي تمددت إلى أبعد ما يمكنها، ويُخشى عليها من الانكماش الصاعق الساحق.
فهل سنحترق بما أوجدنا؟
وهل حقا جنت على نفسها براقش؟!!
واقرأ أيضاً:
الصورة والكلمة!! / الكامن فينا يصنعنا!!