عدد العلماء يتناسب طرديا مع عدد الناس، أي كلما ازداد عدد الناس تزايد عدد العلماء، وهذا قانون فاعل في مسيرة البشرية، في العصور الخالية كان عدد الناس قليلا وكذلك العلماء، وبالتمكن من القضاء على الأمراض السارية والمعدية، وزيادة الأعمار، تنامى عدد العلماء وتطورت المعارف بسرعة غير مسبوقة، كما هو الحال بعد منتصف القرن العشرين.
وبسبب الزيادة السكانية والعُمُرية، تحقق في العقود القليلة الماضية ما لم يتحقق بعدة قرون سابقة.
ويبدو أن البشرية لديها نوابغ في كل مكان وزمان، والذي يساهم ببروزهم الظروف البيئية، وقدرة الحفاظ على أمد الحياة.
والظاهرة لها علاقة بالموروثات الجينية، التي تؤسس لكينوناتها، فلا يجوز القول بأن مجتمع ما يخلو من العلماء.
ومن الأمثلة القريبة أن أمريكا والاتحاد السوفياتي سرقوا العلماء الألمان بعد الحرب العالمية الثانية، وانطلقوا بواسطتهم نحو الفضاء، وأنجزوا ما أنجزوه بإسهاماتهم، وبعد بضعة عقود، أنجبت ألمانيا طوابير علماء في شتى المجالات، أعادوا هيبتها وقوتها العلمية والاقتصادية، فأخذت تصنع ما تريد.
وأمتنا لديها تاريخ حضاري علمي طويل، أسهم به علماء من شتى الأصول والأجناس تمازجت دماؤهم ، وبذروا موروثاتهم في الأعقاب، فالأمة ذاتُ ذخيرة علمية كبيرة، وفي كل جيل جمهرة علماء، على أنظمة الحكم أن ترعاهم وتستثمرهم، لتتفتح قدرراتهم الابتكارية والتصنيعية اللازمة للقوة والاقتدار الأصيل.
إن القول بنضوب مجتمعاتنا من الطاقات العلمية، التي تعاصر وتتفوق وتؤسس لإنطلاقات كبيرة، أسلوب تضليلي وحرب نفسية تهدف للتخميد والترقيد.
فالأمة غنية بالعلماء وعليها أن ترى ما عندها وتؤمن بنفسها لتكون!!
واقرأ أيضاً:
فكروا بمصالحكم يا عرب!! / المَواحِقُ!!