المستقبل علمي صناعي، والمجتمعات القوية تهتم بالبحث العلمي والابتكارات التصنيعية، فالعالم يسير على سكة معبّدة بالعلوم، والدول المتقدمة تخصص ميزانيات ضخمة للنشاطات العلمية.
ويمكن تقدير القوة العلمية لأي بلد من براءات الاختراعات الممنوحة فيه، ومن الواضح أن دولنا تأتي في آخر القائمة، لأن الأمية العلمية تعصف بأرجائها، فتمحنت بالمشاكل وعجزت عن حلول ذات قيمة عملية، وأصبحت تتوسل بالدول الطامعة فيها لحل مشاكلها، وتتناسى بأنها تحقق مصالحها بواسطتها.
فالدول القائدة للعالم هي الفائزة بأكثر براءات الاختراعات، وقد انطلقت دول آسيا الشرقية في الربع الأخير من القرن العشرين نحو التأسيس لمراكز للبحوث العلمية، وحشدت الجهود لبناء القاعدة العلمية اللازمة لتقوية الحياة وتطويرها، وأكثرها نجحت وانطلقت في مسارات أوصلتها إلى مصاف الدول المتقدمة، فبرعت بالصناعات المؤثرة في الحياة المعاصرة.
ودول الأمة متمحنة بالمعضلات، لأنها تناست العلم وأنكرته، وأشاعت الجهل ورسخت الأمية الشاملة، حتى أن مناهج تعليمها بدت خارج العصر، لاندحارها في موضوعات بائسة وتصورات سوداوية ظالمة.
وصارت أدمغة مجتمعاتها محشورة في زوايا دينية حادة، ومؤججة بأضاليل وأوهام وعواطف سلبية خانقة حانقة تدفع للانتقام والانهزام، فغاب العلم وتسيَّد الجهل والاحتران.
فالمطلب الشافي يتمثل بالانطلاق في دروب العلم، والاهتمام بمناهجه وبمراكزه البحثية، وتشجيع إرادة الابتكار والاختراع، وحث الشباب على الابداع التقني والتكنولوجي اللازم للنهوض والبناء.
فلا خيار سوى الاستثمار في المستقبل العلمي للأمة، فعندها ستنتصر على التحديات وتؤسس لمنطلقات حضارية أصيلة.
فهيا إلى ميادين العلم والبحث العلمي!!
واقرأ أيضاً:
المجتمعات تنجب العلماء!! / العُصفور!!