الكراسي بأنواعها تحتاج لقدرات عقلية ونفسية تستوعب المسؤولية المناطة بها، ولا يصلح أن يكون فيها مَن تنقصه المهارة العقلية والنفسية لإدارة الحالة التي يمسك برأسها.
ولهذا برز في المسيرة البشرية قادة أفذاذ وآخرون غفلة أخمال، وترسَّمت الأحوال بموجب معطياتهم، وفي كل دولة أو إمبراطورية، يتحقق الاختلاف السلوكي والإنجازي بموجب القابلية العقلية والنفسية للذي يتولى المسؤولية، خصوصا في الأنظمة الوراثية التي سارت عليها معظم المجتمعات عبر العصور بعسرها ويسرها.
فالحالة العامة لأي مجتمع تتناسب مع طبيعة الجالس في الكرسي الأول، أو كرسي السلطة أيا كانت درجته وتأثيراته.
وما يميز القيادات المعاصرة اختلاف قدرات الذين في مناصب المسؤولية الأولى، فمنهم الماهر الحاذق القدير، والعاجز القاصر الغرير، وبين هذا وذاك تباينت المواقف وتطورت الأحداث.
والمرعب أن العديد من الدول تمتلك أسلحة فتاكة، وأمر تفعيلها مرهون بقرارات الجالسين على الكراسي، ومن هؤلاء الحمقى وذوي العاهات النفسية والشخصية والعقلية، وبعضهم مَن بلغ من العمر عتيا، مما يعني أن الدنيا أصبحت على شفا حفرة المخاطر الوخيمة التي قد تباغتها في أية لحظة.
والدولة التي تمكنت فيها الكراسي أن تحتوي الأقدر والأمهر هي الصين، فعندها نظام ارتقائي واقعي يستند على تقييم الشخص عبر مسيرة ذات تحديات متصاعدة، تكشف معدنه وتؤهله لما يتوافق مع ما لديه من الإمكانيات القيادية والشطارات الإدارية المتميزة.
وتجدنا بسبب الكراسي الموبوءة بالمضطربين عقليا ونفسيا وشخصيا نعاني من أزمات متنوعة، ربما ستتطور وتتحول إلى ميادين انسجار في نيران التفاعلات الجنونية، الخالية من الدراية والمسؤولية والحكمة والحلم، والقدرة على وعي الواقع الإنساني والمعاناة المتفاقمة في أرجاء الدنيا، بسبب الغابية المتوحشة التي أسفرت عن نوازعها الدموية الفتاكة.
فهل لنا أن نضع في الكراسي أصحاب العقول السديدة والنفوس الرشيدة؟!!
واقرأ أيضاً:
العُصفور!! / الأمية العلمية