لولا الشمس لما وجدت الحياة، ولولا العشب لما توفر الطعام، ولولا الماء لانتفت الموجودات بأنواعها، والتراب وعاء كل شيء!!
المصريون عبدوا الشمس وأدركوا أهميتها ودورها في الحياة، وأبدعوا روائعهم العمرانية والفكرية والتفاعلية بموجب ما اكتشفوه فيها.
وفي القرن الحادي والعشرين، أدركت البشرية قيمة الشمس وما تكنزه من طاقات، يمكن تحويلها إلى قدرات فاعلة في دفع معطيات الحياة المعاصرة باضطراد نحو التقدم والرقاء.
وبعد أن اعتدى البشر على أمنا الحاضنة لوجودنا باستنزاف طاقاتها الدفينة فلوثها، وقسى على بيئتها الراعية للحياة، راح يلوذ بالشمس خوفا على مصيره المحتوم.
واليوم أصبح للطاقة الشمسية دور مهم، وسيكون أساسي في المستقبل للاستثمار في تأمين الكهرباء، وضخ الآلات بما تحتاجه من وقود للعمل النظيف، وراحت العديد من المجتمعات تتسابق نحو ابتكار الوسائل الاستثمارية، القادرة على توفير أكبر طاقة مطلوبة من الشمس.
وفي مقدمتها الصين والهند وروسيا والدول الغربية، وعندما وجدت أن التفاعل الأرضي مع الشمس لا يكفيها انطلقت في تفاعلها الفضائي معها، أي خارج الأرض، فصار الفضاء يزدحم بالخلايا القادرة على تحويل الطاقة الشمسية لأشعة مايكروفية، ونقلها لمستقبلات أرضية تحولها إلى كهرباء، والفكرة أن يكون الاستثمار الشمسي على مدار الساعات، ففوق الأرض يحل الظلام بسبب دوران الأرض حول نفسها.
وعندما نأتي إلى مجتمعاتنا التي تئن من الشمس فإنها تعادي نعمتها، مثلما هو ديدنها في رفس كل نعمة وتحويلها إلى نقمة، وتجدها في المؤخرة، وكأنها خارج عصرها، ومندحسة في أجداث الغوابر الباليات، وتسعى لتدوير عقارب الساعة إلى ما وراء الوراء، فتتشكى وتتظلم وتنوح، وإنجازاتها أحزان ودموع، وويلات وتداعيات واحترابات عبثية.
بينما المطلوب منها العمل على تحويل الطاقة الشمسية المتوفرة بكثافة عالية إلى طاقة كهربائية، والإستغناء عن المصادر الأخرى للكهرباء، والمهم أن تبدأ وتضع خطواتها بثبات على الطريق، ومن سار على الدرب وصل. فهل لنا أن نعمل؟!!
واقرأ أيضاً:
الأمية العلمية / الكراسي والسلامة العقلية!!