المجتمعات المصابة بعاهة الديمقراطية العوجاء، تحسب الكلام عملا، فالقول فعلها وكفى.
خصوصا المجتمعات المحرومة من التعبير الحر عن الرأي، فصارت ترى الديمقراطية ميدانا لتصارع الكلمات وتناطح العبارات، وتقاتل الرؤى والتصورات.
وبموجب هذا الفهم تأسست فيها أنظمة حكم، لا تؤمن بوطن ولا بحقوق مواطنين، وغاطسة في الكراسي، وممعنة في استثمارها للاستحواذ على أكبر ما تستطيعه من الثروات والممتلكات، وتصميد الأموال في البنوك الأجنبية.
وماذا يفعل الشعب؟
يتكلم ويقول ما يقوله، ولاشيء سوى الكلام، لأن الذين يتكلم عنهم وينتقدهم، لا يعنيهم ما يقوله، ما داموا في مناصبهم متأبدين وبقدرات الآخرين مؤزرين ومحميين.
فالكراسي وكالات يناط بها أشخاص وافقوا على تنفيذ بنودها، وأصحاب الوكالات هم الأسياد المتنفذون بالبلاد، والذين يتم انتقادهم واجهات لا قدرة عندها على القيام بشيء دون أمر وإسناد من السيد المطاع.
إنها الديمقراطية المسموح بها في المجتمعات المبتلاة بأهلها، والتي فيها من أبنائها مَن هم أشد عدوانا عليها من أي عدو آخر.
ولهذا تجد الطامعين فيها يستسهلون امتهانها وإذلالها ومصادرة حقوق إنسانها، فالمهم الشعارات ولعلعات الإعلام، وهذيانات الأقلام، والتصريحات الرنانة، والخطب المنانة والمثابرة المستكينة، التي تحث الناس على السمع والطاعة.
وتمضي مسيرة الإذلال والإفساد والكلام لا ينفع بل تحول إلى هراء وعربدات.
والكتابات الحرة ملعونة ومنكودة وينبذ أصحابها، فكل مَن عليها جان، وتلك مسيرة أمة فجعت بألف شيطان معمم وشيطان!!
واقرأ أيضاً:
العطاء عنواننا!! / أقوى كلمة وأشمل خطاب!!