القويم: المعتدل، المستقيم
السليم: الصحيح
الكلام يفصح عن العقل، ولهذا قال أبو الفلاسفة "تكلم حتى أراك"، فالكلام مفتاح الإنسان وقوام معدنه وجوهر ذاته، ومَن لا يستطيع الكلام المنضبط بدقته وفصاحته، عليه أن لا يتبجح بقدرته على القيادة وتحمل أي مسؤولية، أو ادعاء ما ليس فيه.
بعض النخب تعادي النحو وتحسبة عائقا لغويا، وتغفل أن لا يوجد في الدنيا مَن يتصدر مسيرة الحياة، ويختل في نطقه لكلمات لغته، فإن كان مسؤولا بارزا وأخطأ في النطق أو بوضع الكلمة في غير مكانها للتعبير عن الفكرة المرجوة، فأنه سيتعرض لأشد الانتقادات والسخرية من قبل وسائل الإعلام كافة.
وتؤخذ عبارات المسؤولين على محمل الجد، وبعضها يصبح مواد دراسية لما فيها من البلاغة وقوة التعبير عن الفكرة.
وفي واقعنا المنهوك بنا، لا نقوّم ألسنتنا ونطور معرفتنا بلغتنا، بل نتهمها بالسبب، ولأنها ذات قواعد ونحو صارمين، يتعوَّق القول بها عما نريد إيصاله، ولن ينجح شخص لا يجيد لغته من التعبير التام عن أي شيء، لأنه من كمال التمكن من اللغة.
ولا بد من القول بجرأة أن الجالسين على كراسي السلطة في دول الأمة، عليهم بتقويم ألسنتهم، واحترام لغة الضاد، وعدم الاستهانة بها والإضرار بروعتها وجمالها، فخطاباتهم محشوة بالأخطاء، وأكثرهم يقدم نفسه وكأن العربية ليست لغته.
وفي مسيرة الأمة قادتها من الفصحاء العارفين بالعلوم والآداب، ويعيبون على غيرهم إذا ألحن بقول أو رطن بكلمة، والأمثلة عديدة، حتى أعتاهم يمتلك بلاغة فائقة وقدرة خطابية عالية، ولا تجد مَن لا يجيد التعبير الأكمل والأجمل بلغة الضاد، ومنهم مَن يجيد قول الشعر الفائق الروعة.
ومن المخجل أن المدّعين بالدين ينقصهم الكلام السليم باللغة العربية، وكأن النبي الكريم ليس من الفصحاء، ولا الخلفاء والأئمة أجمعين، فهؤلاء يدّعون الانتماء لرموز الأمة ولا يجيدون الكلام السليم بلغتهم، فيكون ادعاؤهم باطلا، وما يُظهرونه عدوانا عليهم.
فهل لنا أن نؤمن بقوة وطاقة وروعة لغة الضاد، ونرتقي لمقامها لنعبر عن جوهر الأمة ونكون أقوى؟!!
واقرأ أيضاً:
الغاطسون في الماضي ميتون!! / العربية تدافع عنا!!