وباءُ الأفكار!!
لكل فكرة مستقبلات دماغية تأويها وتتفاعل معها، وتأتمر بها، وفي زمن التواصلات المتسارعة، الذي تصاغرت فيه الأرض على شاشة بحجم كف اليد، فالفكرة ستتوطن ما لا يُحصى من الأدمغة المؤهلة لاحتوائها وتنميتها والتعبير عنها حال بثها والقول بها.
وما أن تسكن الفكرة الدماغ حتى تتطور وتجتذب الأفكار المعزِّزة لها، وتستجمع الطاقات والقدرات الكفيلة بترجمتها إلى فعل ملموس أو موجود مشارك في الحياة.
والفكرة المُستعبِدة للدماغ لا يمحوها الزمن ولا تبتلعها آفات النسيان، وإنما تتعتق وتكتسب قوة وانطلاقا وتعجيلا يؤهلها للظهور واقتحام محيطها.
فلكل فكرة أنصارها، وتأثيرها يتناسب طرديا مع عدد الأدمغة المستحوذة عليها.
وهناك أساليب وآليات بموجبها يتحقق نشر الفكرة وزرعها في الأدمغة، خصوصا عندما تتوفر القوة والسلطة والمال، فهذه عوامل تدفع بالبشر لتبني أية فكرة بذات المحاور والأبعاد.
فلا نستغرب من تفاعل الناس مع الفكرة مهما كانت بشعة وشريرة، فالبشر محكوم بأمّارة السوء التي فيه، وعندما تجد الرعاية تنفلت وتبرر البشائع والآثام، فما يرضي رغباتها هو العدل والخير والرحمة والمُثل السامية، وما يعارضها عدو رجيم، لا بد من محقه.
وهكذا مضت البشرية في تفاعلاتها الدامية وحروبها القاسية، لأنها منقادة بأفكار استعبدت الأدمغة.
وتجد للأفكار بأنواعها أبواقها الإعلامية، التي تؤهل البشر للقبول بما سيأتي من الوجيع.
والبشرية في مرحلة إعدادها بواسطة وسائل الإعلام للقبول بالأحداث الجسام، التي تريدها الأفكار المتحاملة، الفاعلة في أدمغة الكراسي المتخفزة للانقضاض على بعضها، ومحق البشر، وتأمين الحياة لقلة قليلة منه!!
فهل لدى البشر خيار؟!!
واقرأ أيضاً:
هل تطيقنا الأرض!! / رب يوم!!