"وإنَّ الحربَ أوّلها كلامُ"!!
الإعلام قائد الحروب والفصيل المتقدم فيها، ويسبقها بوقت يطول أو يقصر، وفقا لإيقاعات وخطط التحضير لها، فالإعلام يُعِد الرأي العام للقبول بما سيحصل، ويحشد الرؤى والتصورات ويصنّع الآراء اللازمة لخوضها، التي تتقدمها فصائل الحرب النفسية المدربة، والمؤهلة بخبرات ومهارات إلحاق الهزيمة بالهدف بموجب العناصر التي تراها فيه.
وما يجري في الواقع الإعلامي العالمي، إعداد مبرمج للبشرية للقبول بكارثة الحرب العالمية القادمة، التي يزداد قرع طبولها على أبواب وجودنا.
ومع الإعلام تم الانطلاق بالحروب البيولوجية والبيئية، ودفع البشر إلى التصور بأنها الواقعة، والدنيا على شفا الفناء الأكيد، وراحت الرموز المؤدينة ترقص على إيقاع التطورات والأحداث، لتمرير نوازعها الشريرة المحجبة بدين.
وأصبحت النسبة العظمى من الناس ترتدي الكمامات ويخشى البشر من البشر، وصار الموت أمرا عاديا ومقبولا في المجتمعات التي ما كانت تعترف بوجوده، وتحسبه أمراً مروعا وإذا بها تتعود على حمل النعوش بالمئات يوميا.
هذه التفاعلات الجارية خلاصتها، أن البشرية عليها أن تتقبل ما سيأتيها في الأيام المدلهمة القادمة، ويبدو أن الإعلام يسعى للوصول إلى غاية تضمرها القِوى المتصارعة، ولا يلوح في الأفق خطو نحو الحكمة، فالإعلام ربما يريد حربا وأحداثا مريرة لكي يعلو صوته، ويزداد عدد متابعيه، ولا يخشى من الفناء والانقراض البشري الذي ستتسبب به الحرب التي تطل برأسها على أفق الأيام.
وكأن الإعلام لا يميل للتهدأة وبث روح المحبة والسلام لأن في ذلك خسارة، فسياسة الشرور تدر أرباحا وفيرة، أما الفضيلة وأعوانها فمطاردة ومحصارة في مدينة الغاب الأرضي، والفاتحة على الوداعة والأخوّة والألفة والمحبة والطيبة والسلام!!
وقد صدق نصر بن سيار حين قال:
"فإن النار بالعودين تذكى .. وإن الحرب أوّلها كلامُ
فإن لم يطفها عقلاء قومٍ .. يكون وقودها جثث وهامُ"!!
واقرأ أيضاً:
وباء الأفكار!! / طاقات الشباب المسلوبة