تايوان دولة معترف بها قبل الصين، وكان لها مقعد في مجلس الأمن، فتايوان دولة مستقلة (1949 - 1979)، وبعدها خلع عنها كونها دولة وعضوة في الأمم المتحدة، لتحل مكانها الصين التي أخذت تطالب بضمها إليها، وفقا لرؤية الصين الواحدة.
القصة طويلة والتأريخ يخبرنا، أن الحكومة الصينية عندما انتصر عليها الجيش الأحمر الصيني ذهبت إلى جزيرة تايوان وأسست دولة جمهورية الصين، مثلما فعل الأمويون في الأندلس بعد هزيمتهم أمام العباسيين.
وبعد هذه السنين لم تتمكن الصين إنجاز ما تراه، فلماذا لم يتمم الجيش الأحمر الصيني بقيادة ماو معاركه ويقضي على تلك الدولة في مهدها؟
فتايوان في جوهرها دولة ذات كيان مستقل ونظام حكم قائم، وهي قوة اقتصادية وفيها أكبر شركة في العالم لصناعة أشباه الموصلات، وهي تتحكم بالدول الكبرى من خلالها.
وقد يرى البعض أن أمريكا تتدخل فيما لا يعنيها، والواقع أن مشكلة تايوان كانت خطيئة الصين وأمريكا معا، فخلع الاعتراف بها عام (1979) كان سقط دولية مروعة، فكان من الأصلح أن تبقى دولة والصين دولة، لهما مقاعدهما في المحافل الدولية، وفقا للأعراف الدولية المنصوص عليها في لوائح الأمم المتحدة.
إن القول بضم تايوان للصين أصبح من المعضلات الكبرى، خصوصا وقد نشأ فيها جيل يرى أنه تايواني الهوية وحسب، والقوة التي تريد احتلالها لن تغير من جوهرها، وما يعنيه هذا السلوك أن الدنيا تتجه نحو الهاوية، وأن البحار سجرت.
فهل من رؤية مغايرة لمنهج القوة والاقتحام، والعودة إلى العقل والحكمة والمصلحة الإنسانية؟
فالسلوك الصيني ربما سيحيل كل شيء إلى عصف مأكول.
فما قيمة عودة تايوان كأرض محروقة إلى الصين؟
وعليه فالأفضل للبشرية أن تتواصل تايوان في تطورها وانتاجها المتميز لأشباه الموصلات الداخلة في صناعات متنوعة .
فلن تستفيد الصين من ضم تايوان، ولن يسمح العالم بذلك، وستكون الصين كالذي يغص بعظمة، فلا هو قادر على سرطها ولا على تقيؤها، ولا بد له من الموت بسببها.
فهل للعالم أن يتعقل، وما يحصل من تباطؤ في إنتاج السيارات والطائرات والمعدات المتطورة بأنواعها، لتعثر صناعة أشباه الموصلات في تايوان بسبب التوترات القائمة!!
واقرأ أيضاً:
عزة النفس!! / الإبداع الصَدَوي!!