القول بالثورة السلمية كلام لا رصيد له في واقع السلوك البشري، فالثورات دامية وضحاياها الأبرياء.
وهي تعبير عدواني ضد حالة قائمة، والسلوك العدواني لا يكون مسالما، بل مهاجما ومفترسا، وفي زمن وفرة السلاح المتطور، فالثورة تعني وضع الأصابع على الزناد، أي إطلاق النار، وسقوط قتلى وحصول دمار وخراب.
المجتمعات البشرية لم تحصل فيها ثورات بلا عنف، مهما حاول قادتها، فالطبيعة البشرية لا تسمح بذلك.
والدنيا ميادين غاب، والثورات عبر العصور تكون سببا لإراقة الدماء.
حتى ثورة الهند في النصف الأول من القرن العشرين، التي سميت بالسلمية، سقط قتلى فيها، وغاندي نفسه انتهى قتيلا.
النفس البشرية لا تعرف السلمية، ومن الصعب أن تُطوَّع للرحمة والمحبة، إنها عدوانية، ما أن تتوفر لها مبررات الانفلات، حتى تنطلق بشراستها المتشوقة لسفك الدماء.
إن القول بالثورة السلمية في زمن وفرة السلاح وانتشاره بين الناس، لا ينم عن معرفة ووعي جدير بالاعتبار، فالذين يدعون لثورة سلمية لن تنجز شيئا في مجتمعات المليشيات المسلحة، وأحسن ما تصل إليه أن تتقاتل فئات المجتمع وتتماحق.
إن الثورة الحقيقية معرفية علمية، قادتها قدوات يرسمون معالم مسيرة وطنية إنسانية خالصة، وعندما يقدمون المَثل الصالح، تتأثر شعوبهم وتحقق ثورتها الذاتية، التي ستنتشر وتعم وتغير المجتمع.
أما السلوكيات ذات النزوات والنزعات الآنية فأنها بعيدة عن معنى الثورة.
إنها ثؤرات (من الثأر) تنتهي إلى خيبات مؤلمة.
فهل لنا أن نعرف معنى الثورة في القرن الحادي والعشرين؟!!
واقرأ أيضاً:
الإبداع الصَدَوي!! / تايوان والدنيا!!