هل عقولنا مقتولة آيديولوجيا؟
بمعنى أنها معطلة وتابعة لإرادة الآخرين، استنساخا واستيرادا، وإيهاما بطروحات ونظريات لا تمتلك رصيدا من الواقع، لكنها معبّأة نفسيا وعاطفيا، وفيها درجات فائقة من الانفعالات والإغراءات التي تذهب البصيرة.
وتحت لافتات متنوعة وشعارات متعددة، يتحقق تسويق أساليب وآليات الاستعباد الآيديولوجي وتأمين قدرات التعبير عنه بما يسمى "إبداعا" خصوصا في مقالات الأدب والفكر.
ويتم بث موظات وموديلات لأخذ العقول إلى حيث يُراد لها أن تنصفد وتتكدس متوهمة بأنها تأتي بجديد وأصيل يناسب العصر، وتغفل أنها تسعى لسلخ الهوية ومحق الذات، والذوبان في مستنقعات الإتلاف الحضاري، المزدحمة بالعظايا المتصارعة على البقاء.
وبموجب دواعي ودوافع القتل الآيديولوجي، تحولت بعض المجتمعات إلى ميادين للتصارعات الفتاكة، المستنزفة لطاقاتها ومعاني وجودها وتطلعاتها، حتى صار الفرد ضد ذاته وموضوعه، والكراسي ضد الوطن والمواطنين، وقد سخرت ثروات البلدان لسحق الإنسان وطرده من مرابع وجوده.
فالمجتمعات المقتولة آيديولوجيا، ينتشر فيها الفساد والنهب والسلب، وسحق قيمة الإنسان، وتغيب فيها برامج الرعاية الاجتماعية اللائقة بكرامة البشر، رغم ما عندها من فائض الثروات، والمتسلطون عليها يصمدونها في البنوك الأجنبية، التي تستعملها لتأمين حاجات مواطنيها، وإن شاءت وجدت الأعذار لمصادرتها وتجميدها ووضع اليد عليها.
وتساهم الأقلام المغرر بها في تأمين مسيرات القتل الآيديولوجي للناس، وتبين أن أنجع وسيلة تكون بتوظيف المتاجرين بالدين للنيل من المواطنين، فتحولت بعض البلدان، إلى مواطن أجيج وسقر، وتفاعلات مأساوية غابية شرسة متوحشة باسم الدين، الذي تحقق خلعه من أعماق البشر بأفعال مشينة يندى لها جبين الحجر.
فهل من انتباهة ويقظة، ذات قيمة عملية وقدرة على صناعة الحياة الحرة الكريمة للإنسان؟!!
واقرأ أيضاً:
العقول المحورة!! / حواس الشعراء!!