قبل بضعة أيام تعرضت إحدى المدن الصغيرة في دولة من دول العالم الأول لشحة مياه الشرب، فقامت الدنيا ولم تقعد، والذي ساد في التصريحات ووسائل الإعلام، إننا لسنا من دول العالم الثالث.
والمعنى الكامن في المصطلح، أن مجتمعات دول العالم الأول لا ينطبق عليها ما ينطبق على بشر العالم الثالث.
فمواطن العالم الثالث يُقهر ويُحرَم من حقوقه الإنسانية، فيعيش بلا كهرباء ولا ماء صالح للشرب، ولا رعاية صحية ولا تعليم، فهذا أمر عادي ومتفق مع التوصيف.
والديمقراطية فيه تختلف عن دول العالم الأول.
ديمقراطية دول العالم الثالث تعني الفوضى الخلاقة، المعززة بالطائفية والمذهبية والفئوية والمحاصصاتية، ويكون للعمائم دورها وقدرتها على صناعة القطيع الخانع المذعن، المطيع لإرادة النهب والسلب والفساد المقدس.
فلا يكون الإنسان في العالم الثالث حر الإرادة، ولا يجوز له إقامة حكومات وطنية، بقادة غيارى على أوطانهم ومواطنيهم، بل أن توصيفاتها تستدعي أنظمة حكم تابعة تعمل لصالح قِوى العالم الأول.
فدول العالم الثالث عبيد لدول العالم الأول، وتترجم هذا المصير الذي ارتضته، ووفرت من أبنائها مَن يعبّرون عنه بإخلاص منقطع النظير.
فهل تدرك مجتمعات دول العالم الثالث، ارتهانها بالمصطلح الغاشم الذي تترتب عليه معطيات عديدة؟
ومن أبشعها أن الناس أرقام لا قيمة لهم ولا دور سوى الإذعان والاستسلام، وعدم التفاعل الوطني والإنساني، وأن يتماحقوا باسم الدين.
والأمثلة واضحة، فلا يحتاج النهار إلى دليل!!
واقرأ أيضاً:
القتل الآيديولوجي!! / الترويج والتعويج!!