أبدان الحيوانات مصيرها يختلف عن مصير بدن الإنسان، فأبداننا تأكلها الديدان، وأبدان الحيوانات يأكلها البشر أو غيره من آكلات اللحوم.
فنهايات أبدان الحيوانات أرقى من نهايات أبدان البشر!!
بعد سنوات أدركت معنى تمنيات بعض الرموز الكبار، الذين كانوا يحلمون لو أن أحدهم كبش يُجزر ويأكله الناس، أو خروف أو بقرة أو جمل أو حصان، أو غير ذلك.
فكانوا يقصدون إن البدن البشري يقدَّم طعما للديدان، وأبدان هذه الحيوانات تكون أطعمة شهية للجوعان.
فنهاية أبدان البشر قاسية ومرعبة، فالديدان تأكلها وتحيلها إلى جيف ورميم من عظام منخورة.
حاول الفراعنة الانتصار على النهاية المروعة لأبدانهم، فابتكروا التحنيط، وتركوا لنا آلاف المومياءات التي تحدَّت الديدان، أما عامة البشر ففرائس التراب الشهية... الفراعنة جعلوا التراب يغص بجثامينهم، والبشر منذ الأزل استسلم لآفات التراب.
البعض يلجأ إلى حرق البدن وتحويله إلى دخان، ربما أفضل من خاتمة افتراسه بالديدان.
الديدان لا تعرف مَن تكون فريستها، المهم أنها جاهزة للافتراس والتفسخ والغياب.
لا فرق عند الديدان بين الملك والعبد، بين الغني والفقير، فالأبدان ذات نهاية واحدة وطعم واحد.
والبشر يقيم مراسيم عزاء لتقديم وجبة شهية للديدان!!
تلك دورة الحياة، وعوالم الافتراس الترابي شديدة النشاط، تهضم ما يسعى فوق التراب، وكأنها تنتقم منه، وتحسده على تنعمه بالشمس وهي تتحرك في الظلام.
إنها الديدان أيها الإنسان، ستأكلك وإن كنتَ جباراً وسلطانا، ولن تتردد عن محق بدنك ونخر عظامك، وقد ذهبت منك طاقة الحياة وإرادة البقاء.
فهل وجدتم بدنا انتصر على الديدان؟!!
واقرأ أيضاً:
المصطلحات والمعطيات! / الحرب في أوكرانيا إلى أين؟