أقلامنا تختلف عن أقلام الدنيا التي تكتب بمداد الحياة، وإرادتها الطامحة نحو الأفضل والأصلح، فأقلامنا تنهل من السراب، وأصحابها يرون الواقع كما يتصورونه.
فما نسميه بالواقع حالة مقطوعة عن تيار الحياة، ولهذا ما نفعت الكتابات بأنواعها، وتجدنا أمام ظاهرة تأليف الكتب بالجملة، ولا تجد مَن يقرأها، وتقبع في ظلمات المخازن والرفوف.
أقلامنا تتفاخر بعدد الكتب، والمقالات والنصوص، وتغفل أثرها في مسيرة الحياة.
فلماذا الإبداع كثير والحياة بلا قائد بصير.
إذا كان الرأس لا يقرأ ويتوهم المعرفة، وعنده خلاصة العلوم، وعلى الناس أن تمضي على خطاه المشحونة بالرغبات المسعورة، والنوازع المأجورة، وهو الذي ينفذ أجندات الأسياد بالوكالة.
الأقلام التي لا تصنع التيار الوطني الواعي المتنور، الحريص على الوجود الأقوى، لا يعتمدعليها لبناء المنطلقات اللازمة لحياة حرة كريمة.
فأقلامنا تكتب وحقوق الإنسان مستلبة، والمنابر تحث المواطنين على استلطاف القهر والوجيع والحرمان من كل شيء، ليفوزوا بما يحلمون.
فما قيمة ما نكتب؟
يا ليته يكون للاستهلاك المحلي، فالكتابات المنشورة في المواقع والصحف ينظرها بضعة أشخاص لا غير، لأسباب متنوعة أسهمت فيها لغة الصورة.
وهل أن العمائم بلّدت العقول، ونفّرت الناس من القراءة، وطمرتهم في خنادق السمع والطاعة؟
فالمواطن الذي كان يقرأ، يبدو أنه لا يقرأ.
فعن أي إبداع وأقلام نتحدث؟
وهل أن المواقع أسهمت باستنهاض الوعي وتعميق الرؤية الإنسانية؟
الجواب عند قلم يتمنطق بالسراب!!
واقرأ أيضاً:
العرب لم يكونوا جهلة!! / دولُ الدنيا!!