الحرب المعاصرة تعتمد عقيدة "قتل الهدف بعناصره"، فما عادت الحرب كما عهدتها البشرية، لأن القدرات التدميرية تطورت وتجاوزت ذروتها، فتلك دولة تسمى "قوية"، لديها أسلحة دمار شامل فتاكة، إذا انطلقت تعي الوجود الحضاري كل مكان.
ولهذا فأن الدول القوية حفاظا على إنجازاتها العمرانية، ومدنها المتطورة الحديثة تسعى إلى النيل من الهدف المطلوب بما فيه من عناصر، فيتم تحفيزها وتأهيلها للقيام بواجب القضاء على الهدف.
ولتأليب عناصر أي هدف ضد ذاتها وموضوعها، يكون بالأكاذيب والخداعات الإعلامية المفبركة المبرمجة، وفقا لآليات سلوكية تتمكن من امتطاء الشعوب ودفعها إلى حتفها بكامل إرادتها، فيطغى الانفعال وتشويش الوعي وينعدم الإدراك.
أي أن عقل عناصر الهدف يتخمّد أو يتعطل، ويستنفر الطاقات المقرونة بأحداث وإجراءات لتعزيز القوة الانفعالية السلبية، التي تجعل العنصر مستعداً للانقضاض على الهدف.
وهي تنطلق من ذات المبدأ القديم "فرّق تسد"، وبمهارات متطورة متجددة تخفى على المُسخرين لتأمين مصالح الآخرين.
ولهذا تجد في دول الهدف أنظمة ذات توجهات بهتانية ومنطلقات طائفية، تقدس الجهل والفساد والظلم وقتل ابن الوطن، ويندفع المواطن بعدوانية سافرة ضد أبناء وطنه، فيتماحق المواطنون، والهدف يُمتلك من قبل الطامعين به ومُستلب ما فيه.
ونظام الحكم القائم يتوهم بأنه يحكم بالعدل والإنصاف، ويمثل أعلى درجات الغيرة الوطنية، وأي نقد ضده يُحسب عدوانا وخيانة، وتجنّي على النظام، وبهذا تدوم حالة الاستنزاف والإهلاك اللازمة لتأمين مصالح الآخرين.
وباسم أقدس ما يعتمل في قلوب عناصر الهدف الفاعلة ضد نفسها، وطنها المأسور بالويلات اللازمة للتدويخ!!
واقرأ أيضاً:
أقلامنا مدادها السراب!! / التنفير من الإسلام!!