النظرية محاولة لتفسير وشرح كيفية حدوث ظاهرة مؤكدة، وهي عرضة للصواب والخطأ، وكلما زاد عدد النظريات بصدد حالة ما، فأنها تشير إلى عدم قدرتها على الإتيان بجواب صائب مبين.
وفي عالمنا المتدهور عقليا، نميل للاعتماد على النظريات (الفارغة)، ونهمل الحقائق العلمية (الدامغة).
وقد أكلت النظريات أجيال الأمة، على كافة المستويات، فالنظريات الإبداعية والسياسية والدينية وغيرها، أوجعت السلوك، ودمرت العقول، ورهنتها بالغيبيات والمجهول.
حتى أصبحنا لا نرى الحقائق ولا نبصر النور، ونأنس بالعتمة والعمه في أنفاق التخبط، والتعثر بالواضح الجهور.
وبموجب ذلك نجد أقلامنا تمعن باستحضار النظريات من بلاد أجنبية، وتغفل الإتيان بنظرية أصيلة ذات جوهر كامن فينا، فلكل نظرية بيئتها، ولكل رؤية مفرداتها وعناصرها.
فلا يصح إقحام نظريات الآخرين في مجتمعاتنا، وهذا ما فعله المفكرون والمثقفون والعلماء والمتخصصون، ففسروا واقعنا بنظريات غيرنا، وما ابتكروا ما يفسرها بجهدنا وبحثنا.
إن نظريات الآخرين تخصهم ولا تخصنا، والذي يتوهم أنها تصلح للجميع على خطأ فظيع.
فهل لدينا ما نفسر به واقعنا؟
هذا الاقتراب ينطبق على معظم التفاعلات، التي أرْدَت وجودنا وحولتنا إلى حمّالة حطب لحرق ذاتنا وموضوعنا.
وبخصوص البشر، فقدت النظريات قيمتها، لأن العلم كشف حقائق الأشياء، فما عدنا نتخيل الدورة الدموية، فالعلم بيَّنها بوضوح، وكذلك عمل القلب،وأصبحنا نصنع قلوبا، ولا كيف تعمل الكلية، فأوجدنا كلية صناعية، وغيرها.
كما أن أي تفاعل بشري أو نشاط حركي يديره الدماغ، فهو المسيطر على الجسم بأعضائه وخلاياه، وبذلك تتحقق الحياة. وعندما يموت الدماغ يموت كل شيء، فالإطلاقة في الرأس قاتلة، لأنها تصيب مركز السيطرة على وظائف الأعضاء، وما يحصل للأبدان بسبب الجلطات الدماغية معروف، ويرتبط بالمنطقة المصابة، فلسنا بحاجة لنظريات نفسر بها الظواهر ولدينا الأدلة العلمية الصادعة.
فالنظرية مرحلة معرفية في حياة البشرية، وكلما تقدمنا قلت النظريات وتنامت القدرات العلمية الواضحة.
فهل سنرى بعقولنا لنتبصر؟!!
واقرأ أيضاً:
إنهيار الوعي الحضاري العربي!! / تأريخنا أبيض!!