العقل ينتصر على نفسه ويدفع بالأصل الإبداعي إلى مواطن الفرعية والتبعية والإذعانية لما أوجده.
فالبشرية بدأت عصر الذكاء الاصطناعي المذهل، الذي يعني أن الآلة ستقود البشرية وأجهزة الحاسوب تقرر وتستخلص النتائج وتحسم المواقف.
العقل البشري، اخترع أجهزة حاسوبية تتعلم أسرع منه، وأكثر دقة وقدرة على هضم المعلومات وتمثلها، والخروج بمقترحات وتوصيات بموجبها.
هذه الأجهزة عندما تنطلق في مسيرة التعلم، فإنها تتفوق على العقل وتدفع به إلى زوايا الصمت والقنوط.
فالعالم المقبل، سيكون مسيرا بالحاسوبات الذكية، التي ستدير معظم مفاصل الحياة، وبسبب ذلك سيضمر دماغ البشر، وسيصغر حجم رأسه مع توالي القرون.
فالبشر سيمتلك رؤوسا أصغر من الرؤوس التي اعتدنا عليها، وقدرته على التفاعل مع محيطه ستكون من خلال أجهزة الحاسوب الذكية، التي ستقرر له ما تراه وهو الذي يتبع.
وبمعنى أوضح، أن البشر سيكون مستعبداً بالذكاء الاصطناعي ومسيّراً بموجب معطياته.
قبل أعوام قال لي أحد الزملاء من بلاد الاختراعات المذهلة، أن البشرية ستستغني عن عقلها، فهو يصنع عقولا ذات قدرات لا محدودة؟
قلت: هذا خيال علمي
قال: سننتظر، وربما سنرى ذلك في حياتنا
كان هذا الحديث في نهاية القرن العشرين، وبدت علائم الاستغناء عن العقل في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، فإلى أين المسير؟
إنها مغامرة العقل للانتصار على العقل!!
واقرأ أيضاً:
النظريات الخائبات!! المشاريع الخاوية!!