قال: أنتَ لست مسلما كما تدَّعي!!
قلت: كيف؟
قال: لماذا لم تحلق شعر رأسك وتطلق لحيتك وتزيل شاربك؟
قلت: وهل هذا هو الإسلام كما تراه؟
قال: إنها السنة ويجب أن تعمل بها!!
وفضلت الصمت، لأن الكثير من المعتقدات خليلة الأوهام.
ذكّرني بموقف ذات يوم في إحدى المهرجانات العامة، عندما شاهدت لافتة مكتوب عليها :"هنا الإسلام الحقيقي"، فاقتربتُ من صاحبها، وحسبته أفغانيا، فتبين أنه باكستاني، وراح يشرح لي كيف أن طائفته تمثل الإسلام الصحيح وغيرها إسلام باطل!!
ولا يُعرف كم من الإسلام المتصور بفئاته ومجاميعه منتشر في الدنيا.
فما هي الدوافع نحو التشظي الاعتقادي؟
فالدين واحد وكل يرى أنه يمثله وغيره منحرف!!
وينطلقون من تأويلات لنفس الآيات، ويبنون على تأويلاتهم ما يستحضرونه من التصورات الخانقة.
ويجد المتعاملون مع الغيب أفواجا من الناس تتبعهم، وفي التأريخ قصص وشواهد ووقائع، ابتدأت منذ انطلاق الأديان فوق التراب ولا تزال تتكاثر.
فهل أنها نزعة الموت؟
هل أنها العدوانية الكامنة؟
لابد أن يكون لهذه السلوكيات الجامحة من دافع قوي في الأعماق يدعو لتبنيها والموت في سبيلها.
فكل معتقِد يرى أنه يمتلك الحقيقة المطلقة، وسواه يكفر بها ويناهضها، والمنتمي يعبّر عن إرادة الرب الذي يؤمن به فيفتك بمن يختلف معه.
فسفك دماء الآخر والعدوان عليه من الإيمان، وعندما تضاف معطيات قال، فالبلية ستكون أعظم، وكأن الغيب بمجاهيله يدعونا للتعسير ويجانب التيسير!!
واقرأ أيضاً:
انتصار العقل على العقل!! / الاستعمار الناعم!!