الديمقراطية المستوردة كغيرها من البضائع المتنوعة، التي وجدت لها أسواقا في مجتمعات الاستهلاك والهلاك، وتعبّر عن نفسها بأساليب غرائبية لا تمت بصلة إلى جوهرها وآلياتها.
فلا ديمقراطية بلا وطن له سيادته ودستوره الوطني وقوانينه الفاعلة، وسلطاته القضائية والتشريعية منفصلة عن السلطة التنفيذية، ولا بد من قوة عسكرية ضاربة، وقائد وطني غيور وجسور.
فهل هذه الأسس متوفرة في بلدان الديمقراطيات الهجينة؟
فالدول الديمقراطية معظمها نووية، وفيها قادة مؤثرين ولديها دساتير وطنية تعمل بموجبها؟
الديمقراطية بلا قائد وجود ضعيف سائب، فأمريكا فيها قائد، وكذلك فرنسا وألمانيا وإنكلترا، فكيف تتحدثون عن ديمقراطية بلا دستور وطني، ولا قوة عسكرية متطورة، هذه هرطقراطية ، من الهرط أي الكلام الفارغ.
إنها بلا محتوى، فأوصلت مجتمعاتها لأفسد الأحوال وأبشع المصار.
مجتمعات استفحلت فيها الفئات والعناصر المؤدينة، وتسوق المغفلين إلى ويلات الأنين.
فهل وجدتم ديمقراطية ترتدي عباءة دين؟
إن هذه المجتمعات لن تخرج من مأزقها، دون قائد وطني حكيم يمتلك مؤهلات القيادة، ولديه معرفة واسعة بالوطن والمواطنين .
أما ادّعاء الديمقراطية والتمنطق بالدين، فسلوك لعين واندفاع نحو الفناء المبين.
فلماذا عدم التعلم من الدول الديمقراطية، واستحضار دساتيرها؟
إنها النزعات التعسفية التي خرَّبت الأصل وشوشت الرؤى، وعثّرت الخطوات، وأوقعت في حفر الدونية والتبعية والعاليّة (من العالة)، والغفل المشين.
فهل ستنهض من تحت أنقاض السنين؟!!
واقرأ أيضاً:
الاستعمار الناعم!! / تعدد الإسلام والدين واحد!!