الأرض تدور وهي كالشواء المتقلب فوق النار، وأحيانا يفوح منها دخان الاحتراق، وتنبثق حمم البراكين، وأخرى تغمرنا بالمياه لتخمد لهيب الوجيع الحارق، الذي تتسبب به نيران الشمس الدفاقة.
والأرض تدافع عن نفسها وتحميها من أشعةٍ لو توقفت تحتها للحظات لاحترق ما عليها وأبيدت أحياؤها.
فالأرض حاضنة ذات توازنات دقيقة تحافظ على بيئتها اللازمة للحياة، ومن المخاطرالتي تتعرض إليها، إنها احتشدت بأحياء لا تطيق احتضانها، بما يتسبب به وجودها على ظهرها من خلخلة في موازينها البيئية، وعدوانها على أغلفتها وتروسها التي تحميها من ويلات التسرب الحراري الذي يزعزع كيانها.
ويبدو أن البشر لا يستوعب إرادة الأرض ومخاوفها، ولا يمتلك القدرة الإدراكية للمعالجة الوقائية من مخاطر الفناء الشديد، ولهذا تجده لا يأبه ويمضي بإرادته إلى سقر.
وربما أن الأرض كانت مأهولة منذ الأزل، وأصيبت بما ستصاب به بعد حين، واندثر ما عليها، وبعد أن استقرت ظروفها البيئية انبثقت المخلوقات الكامنة فيها، وانطلقت بمشوارها الدوراني.
فهل أن البشرية تتحرك في دائرة مفرغة ما بين الابتداء والانتهاء؟
الواقع السلوكي يشير إلى أن البشر خصوصا، فيه دوافع ونوازع للانقراض، والانقضاض على ذاته وموضوعه.
والجحيم الذي يتحدث عنه من صنعه، فالماء الذي يغطي ثلاثة أرباع الأرض ، صار على أهبة الاقتراب من االتحول إلى نار "وإذا البحار سجرت"!!
وهذا الجزء الأعظم من الأرض سيأكل ربعها الذي تتوطنه المخلوقات المتوهمة بدوام اليابسة.
وما يجري في الواقع الأرضي من تفاعلات خطيرة، متمثلة بالأعاصير المروعة والبراكين المستعرة، والهزات المتعاظمة، من نتائج العبث في موازين البيئة، بعد أن توصلت العقول لابتكار ما يعادي الحياة.
فالبشرية لديها من أدوات الفناء ما يتفوق على آلات البناء، فالفناء يكون بسرع خاطفة، والبناء يحتاج لفترات زمنية متراكمة وأجيال متلاحمة.
فهل سنتحول إلى شواء لذيذ لأفواه أجرام تتربص لنا بالوعيد؟!!
واقرأ أيضاً:
عاهة التبعية!! / خذ وطالب وشعوب المصائب!!