إذا تقدم العلم تقدم الإبداع، والمجتمعات المتقدمة علميا ذات إبداع متقدم.
وما أنتجه العرب منذ بداية القرن التاسع عشر لا يساوي شيئا، لأن العلم في ديارهم بلا قيمة، وإن لم يتقدموا علميا، لن يأتوا بإبداع أصيل.
قد يقول قائل أن نجيب محفوظ قد نال جائزة نوبل، وهذا استثناء نادر!!
إن سؤال لماذا لا نتقدم، أجابت عليه العقول العربية المبعوثة إلى الغرب، قبل قرن ونصف، وخلاصته أن العلم هو السبيل الأمثل للتقدم، فثار المتأدينون واعتبروا المسير فيه بدعة ضد الدين، بل أفتوا بأن العلم من الكفر!!
أي أنهم كفّروا النشاطات العلمية والتفكير العلمي!!
ولا زلنا نرى العلم كفرا، وإن لم نصرّح بذلك قولا، فالعمل وما نحن عليه من نكران للعلم، يشير إليه بوضوح ساطع.
فهل وجدتم الذين يصدحون فوق المنابر وفي وسائل الإعلام، قد أشاروا إلى العلم وأهميته ودوره في صناعة الحياة الوطنية العزيزة؟
هل وجدتم اهتماما بالتعليم المعاصر؟
هل أن المدارس الابتدائية التي نحشر فيها فلذات الأكباد تليق بالبشر؟
إن جوهر ما تعانيه الأمة يتلخص بعدم اهتمامها بالعلم والتعليم، وما نتداوله من موضوعات عبارة عن مُلهيات ومُغفِلات لإيهام الأجيال بأنها تتفاعل مع الحياة!!
فلا قيمة لما نكتبه وننشره، لأنه يتعاطى موضوعات فارغة محشوة بالغابرات، التي تداولتها الأجيال في زمانها عدة مرات، وما أتينا بجديد، فلو تفحصتم ما كتبه أفذاذ الأمة قبل أكثر من ألف سنة، لتبين بأنه متفوق على ما نكتبه اليوم بجوهر ما فيه!!
إن المتوهمين بأن الكتابة في الأدب والتأريخ والدين ستساهم في توعية الأجيال، عليهم أن يتحرروا من قبضة أوهامهم، ويتخذوا العلم طريقا للرقاء.
فالأمم بالعلم تكون، لا بالأدب والتأريخ والدين وحسب، فهذه مشتركات موجودة في المجتمعات البشرية.
فهل من ثورة علمية ذات بصرٍ حديد؟!!
واقرأ أيضاً:
خذ وطالب وشعوب المصائب!! / عالم يتقلب على جمرات الوعيد!!