الأنظمة السياسية ذات أعمار، والقوى لا تدوم، فالأرض تدور والتغيير حتمي، وما عليها يتبدل ويزول، إنها إرادة الأرض الفاعلة فينا والمُعَززة بإرادة الأكوان.
وما ينطبق على الكائن الحي ينطبق على الأمم والشعوب والإمبراطوريات، وأية قوة فاعلة في الأرض، ينطبق عليها القول: "ما طار طير وارتفع ... إلا كما طار وقع"، وتلك حقيقة سلوك الارتفاع والانخفاض.
ويبدو أن البشرية أمام موجات ارتفاع وسقوط إمبراطوري متسارع وغير مسبوق، فالأرض اعتادت على قوة واحدة تدير أمور خلقها لحين ولادة قوة تتغلب عليها وهكذا دواليك.
وما يجري في الزمن العصيب، بروز عدة قوى تسعى للتفاعل سوية للنيل من قوة مهيمنة، أو ما يسمى بصناعة عالم متعدد الأقطاب بدلا من عالم القطب الواحد.
والبشرية ما عرفت التعدد القطبي، بل لابد من قوة تتحكم بوجودها، وهذا يعني أن المخاض الذي سينجب التعددية سيكون عسيرا ومكلفا وربما مبيدا.
ذلك أن القوى التي تتحدى بعضها تمتلك قدرات التدمير المتبادل بالكامل، ومَن يضرب يُضرَب، ومَن يبيد يُباد، ولا مفر إلا بالحلم والحكمة والرضوخ لمفردات الحالة القائمة بأوجهها المتعددة.
والعجيب في الأمر أن الأقنعة تساقطت ووسائل الإعلام انكشفت، وتبين أن هناك قوة كبرى تخضع لهيمنتها قوى أخرى وتعمل بإمرتها.
وعند بروز قوى جديدة ناهضة ومتمكنة إقتصاديا وتكنولوجيا، صار التحدي ضاريا، واحتمالات الخسائر الجسيمة الهائلة، يلوح في أفق النظر القريب والبعيد.
فالحياة لعبة ومغامرة، ومقامرة، ويفوز بلذاتها الجسور، وبتعدد الجسراء سيبيدون بعضهم، وستنتهي الأمور بكف شداد هصور.
فهل سنعرف ما بعد الأفق؟!!
واقرأ أيضاً:
ظاهرة أبي لهب!! / العلم جحيم ونعيم!!