الدول القاهرة لمجتمعاتنا تصدّر بضائعها الكاسدة والمنتهية الصلاحيات إلينا، ابتداءً بالأسلحة وانتهاءً بالديمقراطية المزعومة.
والديمقراطية باختصار، نظام اقتصادي مسنود بقوة القانون الشديدة، وأي تعريف آخر يكون نظريا وخاليا من العملية والواقعية، ووسيلة للتضليل والخداع والتمرير.
الديمقراطية بدأ تصديرها إلى مجتمعاتنا بعد أن استنفدت الأنظمة الفردية الاستبدادية دورها، فلابد من آلية جديدة تؤمّن المصالح وتديم الاستعباد والاستحواذ على الثروات.
فكانت لعبة الديمقراطية بمعطياتها الفوضوية الخلاقة، التي اتخذت من الدين وسيلة لتدمير الدين وأهله، وتحقق ذلك بأدينة الأحزاب التابعة الفاسدة المناهضة للوطن والوطنية والمعادية للسيادة، والراتعة في أحضان الطامعين بالبلاد وما عليها وفيها، والذين ينفذون أجندات عقائدية عدوانية بائدة ذات خصائص تدميرية.
فالدول المفترسة تجاوزت الديمقراطية، وفي طريقها لابتكار آليات حكم متوافقة مع العصر، وألقت بنفاياتها في ميادين الدول التي استعمرتها بالنيابة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى.
وتوهمت المجتمعات المهضومة بأنها تنهض من ركام الفردية والاستبداد، وستشق طريقها بحرية وكرامة وستنال حقوقها الإنسانية، وما أن عاشت وهمها حتى باءت بانتكاسات مروعة، وتداعيات تفريقية عدوانية أكلت الأخضر واليابس، وصار الشعب في وادٍ ونوابه وحكوماته في وادٍ آخر، والكل يسعى لامتصاص دم الشعب والقضاء على دوره ووجوده الحر الكريم، وتم وضعه في صناديق التبعية والإذعانية والخنوع لعدد من الأفراد المجندين المؤدينين، الساعين لتأمين مصالح الأسياد على حساب حقوق المواطنين.
فزاد البؤس والإملاق والهرب من البلاد، وحصلت الممارسات الشنيعة بحق الوطن والمواطن، وتبين أن المقصود بالديمقراطية التعبير عن الشرور، وتأمين نزعات ورغبات النفس الأمارة بالسوء والبغضاء التي انطلقت من عقالها، وصارت ذات سيادة وسلطة وانتهاك واضح للقيم والمعايير، وغدى الفساد دينها ودستورها، وفقه الغنيمة نهجها وعنوانها.
فهل أن الديمقراطية سلاح تدمير شامل في ربوع الأمة؟!!
اقرأ أيضاً:
الحاضر المنكور والمستقبل المقبور والماضي المنصور!! / التأويل والتفسير والأمر الخطير!!