يوم (15\11\2022) بلغ عدد البشر (8) بليون نسمة، وهذه سابقة لم تعهدها الأرض من قبل، فمنذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين والبشر في زيادة مضطردة، لتقدم الطب والتطورات المتنوعة، التي أوجدت المضادات الحيوية واللقاحات بأنواعها، كما أن التقدم العلمي وفر وسائل متنوعة لحماية الحياة، فوفيات الأطفال تناقصت بنسب كبيرة.
كما أن البشرية انتصرت على الأوبئة، وفي مقدمتها الطاعون، الذي كان يحصد الملايين في أيام معدودة.
والغريب أن البشر حروبه الشرسة عبر العصور حصلت وعدده لا يتجاوز البليون أو البليونين.
ففي الحرب العالمية الأولى كان العدد (1.8) بليون، وقتل منهم نسبة (2.7%) ، والأوبئة اجتاحت (30%)، وفي الحرب العالمية الثانية كان العدد (2) بليون وقتل منهم (62 - 78) مليون ويمثل (3%).
وما جرى من حروب على مدى العقود السبعة الماضية، لا قيمة له بالمقارنة بالحروب التي حصلت قبل ذلك.
فهل أن الزيادة البشرية تمنع الحروب الجسام؟!!
المؤرخ توينبي تنبأ منذ عقود بأن البشرية ستكون أكثر تقدما وبسرعة، لزيادة العدد وإطالة العمر، وهذان العاملان سيوفران عقولا ذات خبرات متراكمة وقدرات نبوغية.
وبموجب ذلك فالثورات العلمية في القرن الحادي والعشرين ستتسارع، وسيبتكر البشر ما يعيله ويديم زيادة أعداده التي ستتجاوز العشرة بلايين بعد عقود قليلة.
إنها معادلة محيرة، فبرغم امتلاك البشر أدوات محقه بالكامل، لكنه يتنامى عدديا ومعرفيا، ويحقق إنجازات علمية على كافة الأصعدة ويؤكد قدرته على البقاء.
البعض مستاء من الزيادة العددية ويحاولون تأجيج إرادة الشرور للرجوع بالبشر إلى بضعة بلايين، وهذا غير ممكن لأن البشر سيفتح آفاقا لاستيعاب المزيد منه، فالاقتصاد في جوهره يعتمد على الكثرة، والعقول العديدة ، كما أن تقنيات المراقبة والمتابعة صارت تتابع الشخص في كل مكان، فلا يستطيع القيام بعمل سلبي دون القبض عليه، وفي الصين أوضح مثال.
والبشرية اليوم انتصرت على أخطر وباء واجهها وتجاوزته، رغم آثاره الخطيرة، وما قتله نسبة ضئيلة من الأعداد البشرية المتزايدة.
ملاحظة: الربع الأول من القرن العشرين اشتد الوباء فيه والحرب العالمية الأولى في آن متقارب!!
اقرأ أيضاً:
قطز وروح الأمة!! / الانهيار الاقتصادي!!