الحياة في جوهرها تحدي، وعندما تنتفي طاقة التحدي، يصعب الحديث عن الحياة.
فالمجتمعات التي بقيت وتطورت تتخذ من التحدي سبيلا للرقاء، وما تخلت عنه في أحلك ظروفها.
الأمثلة لا تحصى، ومنها ما حصل لبرلين واليابان وفرنسا ووارسو في الحرب العالمية الثانية، وكيف أنها نهضت من رماد الفناء.
واليوم تجدني في مكان يترجم التحدي بأعلى صوره، ويرسمه في قلوب ووعي الأجيال، فبعد الذي سقط وتداعى نهض ما هو أرقى وأقوى وأحدث وأشمخ، وأكثر تعبيرا عن إرادة الحياة العصية على أعدائها.
بل أن الأشجار في المكان تشارك في ملحمة التحدي وتبقى رغم آفات المحق والاحتراق.
وفقت تحت أغصان الشجرة المتحدية الناطقة بلسان الحياة، وتذكرت النخيل الذي ما انحنى للتداعيات والحروب والاجتياحات، وبقي مستقيما متعاليا، متمترسا بتربة الوطن ومصرا على العطاء والنماء والتفاعل الإيجابي مع الخطوب والتداعيات المريرة والويلات.
إن النظر إلى النخيل يضخ الروح بإرادة التحدي، فكم منها عايش الملمات وبقي معانقا لآفاق العلاء، وكأنه يحمل إرادة الإنسان الذي كانت تطعمه ذات يوم.
فقل أتحدى أنا موجود!!
اقرأ أيضاً:
الانهيار الاقتصادي!! / الأرض والبشر!!