المسيرة الإبداعية عبر العصور تخبرنا بأن الأقلام الجادة تكتسب مشروعية الكتابة بالجد والاجتهاد، والصبر والمثابرة والمطاولة وعدم الفتور والتمحن باللاجدوى، ويكون للوقت دوره في تأمين قدرات الإبداع الأصيل.
إن كتابة بعض النصوص أو المقالات لا تمنح القلم الشرعية الكتابية، بل تشير إلى أن فعل الكتابة قد حصل.
فالكتابة تستدعي إرادة إبداعية متنامية، وطاقات اجتهادية متواصلة لبناء القدرة الكتابية النافعة، والمثابرة والبحث في الموضوعات الإنسانية الساطعة.
والإخلاص للقلم يتجسد بالمواصلة على العطاء والتفاعل الواعي مع معطيات الواقع المُعاش، والعمل الدؤوب على تطوير المهارات والتزود بالمعارف المتنوعة باستمرار.
هذه المعايير تغيب ويحسب الكثيرون أن الكتابة نزهة، وعمل سهل ويقرنونه بالقول "مجرد كلام" و "ما أرخص الكلام"، وهذا عدوان على الفكر وتصغير لقيمته ولدور الإنسان.
الكتابة عمل شاق وإجهاد فكري وبحثي ومعرفي لا يقدر عليه إلا ذوي العزم الأكيد، من الذين أدمنوا التفاعل اليومي مع السطور.
ولا تغنيهم عن شغف الإمساك بالقلم أدوات ووسائل الكتابة الحديثة، فللقلم سحره وأثره، وقدرته على إفراغ الأفكار من بودقة المدمنين الفائزين بلذة الإبداع الجميل.
والكتابة بحاجة لإتقان أدواتها وفي مقدمتها اللغة، فالذي لا يعرف اللغة التي يكتب بها، عليه أن يعيد النظر فيما يكتبه، لأن أي خلل في استعمال اللغة يتسبب باضطراب فكري وتفاعل نفسي سلبي، فاللغة ذات ضوابط ومعايير وإيقاعات تؤازر بعضها.
إنها الكتابة، تلك الأيقونة المعرفية التي نقلت البشرية إلى عوالم العلوم الفائقة التعبير عن الأفكار الواردة إلى العقول.
يقول همنغواي: "إن الكتابة تبدو سهلة، غير أنها في الواقع أشق الأعمال في العالم"!!
والقلم وما يسطرون...!!
اقرأ أيضاً:
الأرض والبشر!! / التحدي والحياة!!