القوى الدولية تتوزع بين حاكم ومحكوم، فهناك دول قليلة تحكم ودول كثيرة محكومة بها، ودول الأمة على قائمة الدول المحكومة بغيرها، فمنذ تأسيسها وهي منقوصة السيادة، وحكوماتها منصبة من قبل الدول التي تحكمها وتقبض على مصيرها.
وحكم القوى للدول المحكومة بها، يتجدد بأساليبه وآلياته التي تتطور وتتعقد وفقا للواقع الزماني.
فالدول النفطية مقبوض على ثرواتها وممسوكة من عنقها، وأي محاولة للتحرر من القوة الحاكمة لها، تتسبب بتداعيات قاسية، وتقضي على حكوماتها التي عليها أن تدين بمبدأ السمع والطاعة.
فالدول الحاكمة تأمر الدول المحكومة، والكثيرون يغفلون العلة الجوهرية، ويتحدثون عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في الدول المرهونة بغيرها، ويتجاهلون أن كل ما يدور فيها عليه أن يخدم الدول الحاكمة لها.
ولهذا تجد المظاهرات والمطالبات بالحقوق لا تصل لنتيجة، لأن الحكومات المحكومة تنفذ الأوامر، وتحقق الأهداف المطلوبة ولا يعنيها الشعب وحاجاته.
المهم أن تؤمّن المصالح وتُسرَق الثروات والشعوب تتلهى ببعضها، وتتناسى حقوقها ويتواصل العمل النشيط على تخميدها وتلويعها، وإيهامها بأن استلطاف الحرمان طريقها للفوز بالنعيم المنتظر بعد موتها وسحقها بسنابك الطامعين بها.
ويبدو أن الشعوب تتناسى بأنها تعيش في دول بلا سيادة ولا حكومات وطنية، فالحكومة الرهينة لا تستطيع القيام بواجبات وطنية، فهي مُسخرة لتمرير إرادة الآخرين، وأي مخالفة تعني الإطاحة بها.
وهكذا تجدون حكومات فاسدة، يبقى أعضاؤها في حرز وأمان ومقام وهم سراق كبار، يملأون بنوك أسيادهم ولا يشعرون بمعاناة المواطنين، ويحرمونهم من كل شيء ويستعبدوهم بالتضليل المؤدين، ويتاجرون بالدين، وهم من أصحاب السلوك المشين.
اقرأ أيضاً:
بَجْدَةُ المَعنى!! / الفراهيدي!!