مفهوم النصر والهزيمة مشوش ومشوَّه في وعينا الجمعي، فالسائد في الأوساط الإعلامية أن القِوى التي احتلت العراق وأفغانستان وغيرها من البلدان انهزمت.
ومعنى الانهزام الانسحاب.
والحقيقة الخفية أنها انتصرت، لأن معنى النصر يختلف لدى الطرفين، النصر عند القِوى الغازية، أن تتمكن من تحريك عناصر الهدف وتدفعها في متوالية تفاعلية تدميرية للهدف.
وهذا الذي حصل في العراق على مدى عقدين، وكذلك في أفغانستان وما يحصل في لبنان وسوريا وليبيا.
هذه الدول انتصر فيها أعداؤها، وأداموا نصرهم بعد أن فعّلوا عناصر الهدف، التي تحقق مصالحهم وتنجز مشاريعهم.
في الحرب العالمية الثانية لم تنهزم ألمانيا ولا اليابان، وإنما خسرتا الحرب، والدليل أن القوى التي تمكنت منهما فشلت في تفعيل عناصر التدمير الذاتي فيهما.
والكوريتان حققتا نصرا وكذلك فيتنام وغيرها من الدول التي عجزت القوى المضادة من توليد طاقة ذاتية تدميرية.
بينما دولنا من السهل تحفيز عناصر التدمير الذاتي فيها، فهي تكنز نسبة من الناس مستعدة للانفضاض على ذاتها وموضوعها.
ويلعب السلوك المؤدين دوره في هذا المجال، فمنذ نهاية الحرب العالمية الأولى ولعبة الدين والكرسي فاعلة في مجتمعاتنا وفي ذروتها اليوم، ويتم تغذيتها بسخاء لتأمين ديمومة تدمير الأهداف المطلوبة، بأدوات الهدف وعزائم أبنائه الذين تم توريطهم في متاهات السلطة، وتأجيج الرغبات الكامنة في النفوس الأمّارة بالسوء والبغضاء والعدوان على الدين والدنيا!!
فأين واعتصموا بحبل الله؟!!
اقرأ أيضاً:
ثلاثية الموت العقلي!! / النكبة العولمية!!