يكتبون ويا ليتهم ما كتبوا، والعجب العُجاب ينشرون ما يكتبون، ويسمونه كما يشاؤون، ويدّعون بأنهم من فطاحل البيان، وأفذاذ البلاغة وكلماتهم جُمان.
والمواقع والصحف تنشر لهم، ولديهم مَن يسوقهم ويمعن في إبرازهم على أنهم الكبار وغيرهم الصغار.
والمتشاعرون والمتأكتبون يحسبون أي إبداع "مجرد كلام"!!
أما كلامهم، فسلاف كلام، والقائد والإمام، وبدونهم لغة الضاد تضام، وغيرهم يرتكب الإجرام.
مَن هؤلاء؟
إنهم أبواق الكراسي، وينابيع المآسي، يشنون عدوانا على الأقلام الرواسي، ويحسبون بهجومهم المعزز بأعداء الأمة والدين، سيفلحون في بناء قصور البهتان والضلال والامتهان، فوق قمم الجبال الخالدات.
والأغرب أنهم يتكاثرون بآليات انشطارية أميبية، ذات قدرات انتشارية وعدوى فائقة التأثير، ومنهم مَن يدّعي أنه ينتمي للأمة، وهم ليسوا منها، بعضهم مُجَند لتدمير لغة الضاد وتمييع الذوق اللغوي، وتأمين سيادة العُجمة والاستهانة بالعربية، وتقليل شأنها ودورها في الحياة المعاصرة.
وتجد على صفحات التواصل الاجتماعي العشرات من منشوراتهم المُخلة بشرف العربية، والساعية للنيل من قيمتها، وإقناع أهلها بأنها لغة بائدة عليها أن تغيب.
والمطلوب من الغيارى على العربية، الرد الصائب عليهم، لمنع انتشار وباء الأخطال والأخطاء، والاحتقار للغة ذات عراقة وقدرات تعبيرية متميزة.
ولا بد من إنشاء مراصد لغوية في الكليات والجامعات والمدارس للمجابهة والتحدي، ولإظهار قوة اللغة العربية وضرورتها للحياة الحرة الكريمة.
ويقع على عاتق المتخصصين بالعربية الانتباه للعدوانية الناعمة المحمومة، التي تشنها عدة جهات وتحاول بموجبها طمس الهوية العربية، وتشتيت أبناء الأمة وتفتيت وجودهم.
ومن الشائع في أساليبهم السيئة أنهم يتبرعون بإلصاق التوصيفات على أدواتهم، فيقولون الشاعر العظيم، ونابغة زمانه، والكاتب القدير، والمبدع الكبير وهلم جرا، وهي أساليب للإغواء والتضليل، وإن شئت للاستعباد والتنكيل.
فهل لنا أن نحيا بلغتنا؟!!
اقرأ أيضاً:
تساؤلات على هامش الضجيج!! / حرب الحروب!!