ذخائر الأمة المعرفية القديمة والمعاصرة فيها الكثير من الأقوال والأشعار والحكم والخطب وغيرها، منسوبة لأشخاض بسبب شهرتهم ودورهم البارز في الحياة، ويبدو أنها من أهم وسائل النشر في العصور السوالف.
وأحيانا تجد موضوعات منسوبة لأكثر من شخص، فيقولون قال فلان وحدثنا فلان، وهي افتراءات وفي نشرها ما ينفع للناس.
وتواصل سلوك المنسوبية في العقود السابقات، واختلطت أقوال بأشخاص، حتى لتجدنا أمام حالات لا يقبلها العقل، فلو حسبت كمية الأقوال وقارنتها بعمر الشخص المنسوبة إليه، لتبين أنه ربما قد عاش أكثر من ألف عام.
المهم في العرف الجمعي أن فلانا قالها، ولا يجوز التحري والتدقيق لأنه ممنوع ومن المحرمات والكبائر العظام، فعليك بتصديق ما يتوارد إليك من الأقوال.
مئات الآلاف من الأحاديث منسوبة للنبي الكريم، ولو وضعتها في جعبة الوقت، لتبين بأنها بحاجة لأكثر من مئة سنة لقولها، وخطب معقدة وطويلة منسوبة لخليفة، والعديد من الأشعار منسوبة للآخرين، بل حتى الكثير من الكتب نسبت لغير مؤلفيها من قبل النساخين لترويجها، فتجدنا أمام من ألّف عدة مئات من الكتب قبل ألف عام، بتلك الأدوات والمعاناة.
وفي زمن التواصل السريع على مختلف المستويات، صار التسويق لأية فكرة يستند على نسبتها لأحد الرموز، فيقولون قال فلان كذا وكذا، وأظن معظم الذين ستصلهم الرسالة يصدقونها ويتناقلونها حتى تترسخ في الأذهان، وهكذا دواليك.
تصلني رسائل منسوبة لرموز في مسيرة الأمة، ولا يمكن الجزم بأنها تعود لهم أو نطقوا بها، لأنها تتعارض مع ما عُرف عنهم من سلوك، غير أنها تندس في وسائل التواصل وتجري على لسان الناس وبتكرارها تتأكد وتدوم.
وعليه فالمطلوب، إعمال العقل فيما يأتينا من أقوال منسوبة للآخرين، وفيها الكثير من التغفيل والتضليل والتعطيل، لغاية في نفس ألف يعقوب ويعقوب!!
فهل لنا أن نتبصر ونمحص المكتوب والمنقول؟!!
اقرأ أيضاً:
حرب الحروب!! / أقلام هذا ولكن والبقية تأتي!!