أن ترى حال الوطن في حاضره ومستقبله ومسيرة ماضيه، وتضع الأسس اللازمة لإنجاز ما ترى.
فالأوطان بلا رؤية واضحة موجودات تائهة تتقاذفها الوحوش المفترسة في دنيا الغاب الدولي.
قبل بضعة عقود بدأت بعض دول الأمة بالحديث عن الرؤية، وأحد قادتها ألف كتابا بعنوان "رؤيتي"، وتحولت تلك الدول إلى حالات فاعلة في الواقع العالمي، حتى أن إحداها استضافت بطولة العالم بكرة القدم (2022)، في سابقة لم تعهدها دول الأمة.
والدول الفاقدة للرؤية الوطنية تتخبط في مستنقعات الدمار والخراب والاحتراب، ومن أمثالها العراق وليبيا واليمن وسوريا ولبنان والسودان، بينما مصر توفرت فيها قيادة ذات رؤية وطنية، فأنجزت في أقل من عقد ما لم تنجزه في قرن.
إن الرؤية الوطنية قوة دافعة وجامعة لصناعة الحياة الأفضل للمواطنين المعتزين بوطنهم، وإرادتهم اللازمة لتأمين مصالحهم المشتركة وبناء مستقبل زاهر للأجيال الوافدة.
وتحتاج إلى قيادات مخلصة وحكومات ذات كفاءات وإرادات إنجازية عالية، ولديها خطط خمسية تمثل خارطة رؤيتها التي تسير عليها للوصول لأهدافها المرسومة.
إن أية حكومة بلا خطة معبرة عن رؤية وطنية لا تخدم وطنها، وفي أحسن أحوالها تؤدي خدمات مأمورة بها من قبل الآخرين الذين يحافظون على وجودها بشرط أن تقوم بتأمين مصالحهم، ولا يعنيها الوطن والمواطنين.
وبعض مجتمعات الأمة مبتلاة بهكذا أنظمة حكم، فأصابها المرير والفساد والانتهاك السافر لحقوق الإنسان، والكراسي تتنعم بغنائم السحت الحرام.
فلا بد من التساءل عن الرؤية الوطنية فيما تقوم به أنظمة الحكم ببلدان الأمة، فغيابها يعني العدوان على الوطن والمواطنين، ومصادرة إرادة تقرير المصبر من قبل الطامعين بالبلاد والعباد.
فهل عندنا رؤية وطنية ذات صراط مبين؟!!
اقرأ أيضاً:
المنسوبية!! / استعمار ما بعد الحداثة!!