الدول المتقدمة لا يمكنها استيعاب العالم، وعليها أن تنظر إلى ما حولها بعيون أخرى، فإذا بقيت على مسارها التقليدي، فأنها ستساهم بصناعة الفيضانات البشرية، التي ستطغى على وجودها، فلا تزال تعيش في تصورات القرن العشرين.
إذا استمرت الأحوال على ما هي عليه، فالقرن الثاني والعشرين سيكون خاليا منها، لأن الأجيال الوافدة ذات طبيعة أخرى ومسيرة مغايرة.
فهل ستتحول إلى دول الأجناس البشرية؟
وهل أن التقدم سيأكل نفسه، وسيقضي على علاماته الفارقة؟
إن ما يجري في الواقع الأرضي من إنزياحات بشرية واجتياحات لأماكن أخرى، سيتسبب بتغيرات متنوعة، ستفرض وجودها وتأثيرها على الواقع في العقود القادمات.
إنها أشبه بالكارثة البيئية المدوية التي ستقلب الأحوال رأسا على عقب، ولابد من تداخلات إجرائية مستعجلة، فكأن الدنيا في حالة طوارئ، تستوجب إدخالها غرف الإنعاش لتستعيد بعض عافيتها وتغير مساراتها، مما يتطلب من الدول القوية أن تعين الدول الأخرى، وترفع من مستويات عيشها، بتوفير الخدمات وتأمين حقوق الإنسان، والانطلاق نحو التفاعل الإيجابي بين الشعوب.
فوسائل الاتصالات السريعة فرضت إرادتها على الشعوب، وجعلتها تتطلع إلى مستويات من الرقي الحياتي، ما كان يخطر على بالها من قبل، وصار السؤال الكبير، لماذا يعيشون هكذا ونكابد رزاءة الحال؟
إنها حقوق الإنسان التي أخذت تفرض إرادتها على المجتمع الدولي، وعليه أن يتحسسها ويتعامل بعقلانية وإرادة إنسانية قبل فوات الأوان، وانقلاب الوجود الأرضي إلى جحيم وبركان!!
فهل من عقلٍ وإنسان؟!!
اقرأ أيضاً:
استعمار ما بعد الحداثة!! / الرؤية الوطنية!!