مونديال بطولة العالم بكرة القدم في قطر (20/11 - 18/12/2022) بدأ بالقرآن وانتهى بالبشت العربي، وهو من أفضل المونديالات في تأريخ البطولة العالمية لكرة القدم حسب تصريحات الفيفا.
وكلف قطر ما يقارب الربع تريليون (220) بليون، وربما يعادل كلفة المونديلات السابقة وعددها (21)!!
فيقول البعض هل من الإنصاف صرف هذا المبلغ، والعديد من أبناء الأمة يعانون الحرمان من أبسط الحاجات الإنسانية؟!
وإنه سلوك أمة ثرواتها مبددة ومعتقلة في الدول الأجنبية لتأمين اقتصادها ودعم مشاريعها، ولا يحق للأثرياء الاستثمار في بلدانها، لأن ذلك سيتعارض مع مصالح الطامعين بها.
المونديال نجح، وماذا استفاد منه العرب؟
البعض يراه دليلا على قدرة الإتيان بما يستطيعه غيرهم وبتفوق، والنجاح سيساهم في إعادة الروح الإبداعية، وتأكيد الثقة بالنفس، والتحرر من قبضة الدونية والتبعية، وقرّب العرب، وأبرزهم كمجتمعات تنافس غيرها، كما فعل الفريق المغربي الذي وصل إلى الربع النهائي في خطوة غير مسبوقة، مما حفز الفرق الأخرى ومنحها العزيمة والهمة على التحدي والنجاح في المستقبل.
ويمكن قول الكثير من هذا القبيل، غير أن الفائدة الملموسة والمردودات الواقعية الضرورية لتقدم ورفاهية العرب لم تتحقق، ويصبح بذل الكم الهائل من المال نوعا من التبذير، والاحتكار والتفرد بحقوق المواطنين، فالثروة النفطية مُلك الشعب، وليست لعائلة أو فئة من الناس تفعل بها كما يحلو لها.
ورغم ما يُقال فقطر الدولة الصغيرة (11627) كيلومتر مربع، استقلت سنة (1971)، وفي مسيرة نصف قرن نهضت من تراب العدم، وغدت قوة ذات قيمة حضارية وتأثيرات عالمية، لوجود رؤية عند قادتها، وصورة واضحة عن المستقبل الذي يسعون إليه، فالدول برؤيتها لا بثروتها وحسب، وكم من دول صغيرة الحجم تمكنت من الدنيا وأسست إمبراطورياتها.
فهل سنتخذ من قطر قدوة للتفاعل مع الحاضر والمستقبل؟
"وما أدري وسوف إخال أدري"!!
اقرأ أيضاً:
الرؤية الوطنية!! / العالم والعالم!! / الكتابة رسالة!!