المسطور في كتب التأريخ عجائبي التوجهات والنزعات، ومكتوب بمداد الدموع والحسرات، والتوجع والتشكي والتظلم، والقهر والانتكاب.
وفيه تغييب للأمة ككائن حي له ما له وعليه ما عليه، ولابد له أن يعيش دورات حياته كأي الأحياء من قبله ومن بعده.
فالأمة كانت وستكون، مثلما كانت قبلها أمم فبادت وتكونت من مفردات أنقاضها ما يشير إليها، وأمتنا ما أبيدت ولن تبيد، بل تمر بمراحل واستحالات حضارية كغيرها من الأمم الحية في الدنيا.
فالقول بأنها كانت ذات سيادة أرضية وقوة مبسوطة على عدة قارات، لا يعني أنها بفقدانها لذلك الدور قد انتهت، وإنما تبادلت الأدوار وفقا لأحكام الدوران وقوانينه المفروضة على مَن دب فوق التراب.
فهل وجدتم قوة دامت إلى الأبد؟
إن الاقتراب السلبي من ماضي الأمة وعكسه على حاضرها، فيه تجني على طبيعة الأشياء ونواميس التفاعلات الأرضية القائمة منذ الأزل.
فأمتنا فيها خاصية الخلود لمطواعيتها ومرونتها ومطاولتها وأنها تكتب، أو أمة كتاب، وهذه مؤهلات استمراريتها السرمدية.
أما اجتزاء مرحلة من مسيرتها وفرضها على جميع المراحل، فذلك اضطراب في الفهم وانحراف في التفكير.
فالأمة واعدة وصاعدة، وستكون حتما، لأنها تمور بالطاقات والقدرات الطالعة نحو غدها المبين.
فهل من رؤية إيجابية متفائلة وفهم أمين؟!!
اقرأ أيضاً:
مجتمعات تقتل رموزها!! / مصر قدوتنا!!