الصناعة أصبحت يسيرة ويمكن لأي مجتمع أن ينطلق بمشاريعه التصنيعية أيا كان نوعها وطبيعتها، فالصناعة في متناول الجميع، ولا توجد عوائق أمامها، والبشر يستطيع تصنيع ما يريده، حال إعماله لعقله وانطلاقه بثقة في مسيرة الإبداع والابتكار.
مواد تصنيع أي شيء متوفرة ويمكن الحصول عليها من مصادر متعددة، فالذي يريد صناعة سيارة يستحضر موادها من عدة شركات، وكذلك الطائرة والأسلحة بأنواعها، وتصنيع الطائرات المسيرة أوضح دليل على ذلك، وقد برعت بها دولتان إقليميتان مجاورتان لأمة العرب.
الإقدام على التصنيع ليس خيارا بل فرضا على المواطنين، ومَن لا يتفاعل بعقل صناعي هو ضد وجود أمته.
فنحن نعيش زمنا تيسرت فيه الأساب وفتحت الأبواب المغلقة، وما عادت الأفكار عسيرة على التخلق والتصنيع، وهناك مجتمعات وفي مقدمتها الصين واليابان، تصنّع أية فكرة ذات قيمة اقتصادية وتحقق ربحية استثمارية طيبة.
وعقول أبناء الأمة من نسل العقول الحضارية التي سبقت الدنيا في التصنيع والابتكار، ووضعت المنطلقات العلمية لمسيرة الاختراعات، وفجرت روح الخلق في ميادين الدنيا الواسعة.
فعندما نطلع على أفذاذ الأمة وأعلامها، وما دوّنوه وأوجدوه من مبتكرات ومصنوعات، نجد أنها أمة لا تعرف المستحيل، وفيها طاقات ابتكارية متنامية، ولن تغيب وإن أصابها الخمود والخمول، بسبب قياداتها الجاهلة بقيمتها ومعانيها الحضارية، مما تسبب بردم وجودها واعتباره مستنقعات تبعث ما يضر ولا ينفع.
ومن الواضح أن بعض مجتمعاتنا المعاصرة تمكنت من الخروج من قمقم الدونية والتبعية، وآمنت بقدراتها ووثقت بنفسها فأوجدت لها مكانة اختراعية ومسيرة ابتكارية ذات شأن معاصر.
ويبدو أن الأمة أخذت تتعافى من أوهامها وتصوراتها التي زُرعت في وعيها الجمعي، وتوثبت نحو غدها المشرق السعيد.
وقل اعملوا وتعقلوا وتفكروا لينبثق من أعماقكم عطاء أصيل!!
اقرأ أيضاً:
قرون متناطحات!! / أبواق الكراسي !!