الشمس مصدر الحياة، وإذا انتفى وجودها تنتهي الحياة، أدركها البشر منذ الأزل، وعبدوها في الحضارات القديمة، كمصر وما قبلها.
الشمس تطعم النباتات بضوئها، الذي تصنع منه الطعام فتتنعم به المخلوقات فوق التراب.
فالضياء حياة والظلام ممات، ومن الواضح أن النباتات تسعى للضوء وإن وجدت في قيعان البحار والمحيطات الظلماء، فلا بد من كوة ضوء تطعمها وتمدها بالحياة.
أمامي عدد من الأوعية فيها نباتات، وأرقب سلوكها، فهي تنتعش في الضوء، وتخمل في الظلام، وإذا انقطع الضوء عنها طويلا تذبل وتموت، فالضوء عندها كالماء.
فالنباتات تسقى بالضوء والماء، والمخلوقات كذلك ومنها البشر، فالضوء الذي ينعشه يسمى نورا، وتمثله الأفكار والرؤى الإشراقية المستنيرة المنيرة.
وفي عالمنا المعاصر المتطور معرفيا وتقنيا، صارت الشمس مصدرا للطاقة الكهربائية، وما أغنى المنطقة العربية بالشمس، ولا توجد مشاريع استثمارية ذات قيمة اقتصادية فيها.
فالمفروض أن يكون الاعتماد الأكبر على الشمس لتوليد الطاقة الكهربائية، وغيرها من الطاقات اللازمة لإدامة الحياة.
فالشمس مصدر الطاقات، فهي التي تصنع الغذاء، والنفط في أعماق الأرض، لأنها تفاعل المخلوقات المتفسخة بطين التراب.
فهل استوعبنا الثروة الشمسية الهائلة التي عندنا؟
هل تفاعلنا معها بجد واجتهاد وابتكار؟
دولنا رغم غناها الشمسي محرومة من الكهرباء، وبعضها لأكثر من عقدين، وما تعلمت كيف تجعل من الطاقة الشمسية كهرباء؟
أكثر من عشرين سنة وأصوات المولدات تصم الآذان، ودخانها يعمي العيون ويخنق الصدور.
وما تعلمنا كيف نوظف نعمة الشمس لصناعة الكهرباء.
وأما بنعمة ربك فحدث، ونحن لنعمتنا نبدد، وأولها نعمة العقل الذي حكمنا عليه بالموت، فعقولنا عاطلة، وثرواتنا هائلة، ولا قيمة لها ما دامت العقول ممنوعة من الصرف، باسم إرادات ونوازع المتاجرين بالدين، وأصحاب فتاوى العدوان على الدين!!
اقرأ أيضاً:
المفكرون العبثيون!! / أمة بلا نوابغ!!