العبثيات تفعل في واقع الأمة وتحيله إلى عصف مأكول، فالأقلام ومنذ الانطلاقة الأولى وحتى اليوم، تتواصل بعبثية مؤثرة في مسيرات الأجيال.
والعبثية المقصودة تناول موضوعات بائدة لا نفع منها، وتحث على التفاعل مع العواطف والمشاعر السلبية وتأجيج العداء بين البشر.
ومنها لماذا هذا لم يكن خليفة وذاك صار، وهل أن القرآن مخلوق أم غير مخلوق، والإمعان في التأويلات والتفسيرات والفبركات القاضية بالفرقة والصراع، دون جدوى ومردود إيجابي يساهم في التعبير عن جوهر الأمة الحضاري.
ولهذا فأمم الأرض تقدمت وأمتنا تأخرت، لأنها منهمكة في حل مشاكل الأموات، ولا تعنيها الحياة.
والمشكلة أن هناك جهات متعددة مستفيدة من نبش الأجداث والتغني بالغابرات، وبموجبها تأسست فئات وجماعات ذات تصرفات متطرفة وانتقامية التوجهات.
فالأمة في العديد من دولها تعيش دوامة ما مضى وما انقضى، فتلغي الحاضر وتنكر المستقبل، وتندحر في ظلمات القبور.
والكتابات السائدة في المواقع والصحف ووسائل الإعلام الأخرى بأنواعها، تشترك بأنها غاطسة في السوالف ولا تقترب من الحاضر ولا تريد النظر للمستقبل، فالمهم أن تتحدث عن لماذا ويجب، وتنكر هذا الأمر وتثبت ذاك الأمر، وما تساءلت عن نفع ما تدوّنه وتنشره.
والعديد من الأقلام تتوهم أنها ذات مواهب تحليلية وتأويلية، وتنطلق في مسيرة الضلال والبهتان وتشويه الرؤى والتصورات، وما تعاملت بواقعية وعلمية وقدرة على القراءة المعاصرة، والأخذ بالأجيال إلى آفاق التنوير والتعبير العقلي المبدع عن الذات والموضوع.
إن السلوكيات العبثية المشار لبعضها، تنهك الأمة وتستنزف طاقاتها، وتقضي على تطلعاتها، وتطمر طاقاتها في دياجير العدوان والذل والهوان.
فهل لنا أن نتحرر من العبث ونتعلم مهارات الجد والاجتهاد والعمل الرشيد؟!!
اقرأ أيضاً:
أمنا الشمس!! / أمة تعادي لغتها!!