"قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا"
عليك أن ترى ما ترى، وأرى ما أرى، فلا تحشر نفسك فيما أرى، فلكل منا عقله ومداركه، وعقولنا كبصمات أصابعنا لا تتشابه أبدا.
ولا تقل أنك عارف بالدين وغيرك يجهل وعليه أن يتبع ما ترى وتقول، وتعطي لنفسك حق الإفتاء فغيرك ليس ملزما بما عندك، فالذي يعبد ربه يعرف كيف يقوم بذلك، ولا يحتاج إلى وسيط من أمثالك، فهذا تشويه للدين واستعباد للناس أجمعين.
فالتقليد استعباد وتعطيل للعقل، والارتماء في أحضان القطيع من أفظع التفاعلات التي تدعو إليها رموز المتاجرة بالدين، فكل ما هو مؤدين مدنس بنوازع النفس الأمّارة بالسوء.
عندما يتساءل البشر لماذا أنا موجود، فأنه يقر بإرادة الإختيار، ويستحضر ما عنده من الطاقات ليعبر عن وجوده الذي يراه وفقا لمنظومته الإدراكية المنبثقة في مدارات عقله المتفاعل مع دماغه.
فالإنسان المتخلف عقليا أو الذي فقد قشرة دماغه، بلا قدرة على استجلاء خياراته وتقرير مساره ومواضع خطواته.
أما أن يتم مصادرة عقل البشر ورهنه بعقل فرد ما، فممارسة استعبادية اضطهادية تنفي وجوده كأنسان، وتؤكد تحويله إلى شيء أو بضاعة والبعض يراه رقما بلا جدوى.
إن الاعتراف بوجود العقل الآخر من ضرورات البقاء الإيجابي، والتفاعل الإنساني المطلوب لصناعة الحياة الحرة الكريمة، وبدون التكافل الفكري والتعاون المعرفي لن تتقدم البشرية، التي وفقا لتفاعلات عقولها الحرة أنجزت ما لديها من الإبداعات المادية والمعنوية.
فهل يجوز لنا النظر بغير عقولنا؟!!
اقرأ أيضاً:
ما يحركنا لا يحركهم!! / "وأمرهم شورى"!!