مصطلخ: إشارة إلى عدم الإصلاح والفائدة
من عجائب عوق الأمة أن نخبها تتمسك بالمصطلحات المستوردة من بلاد الآخرين، وتراها حسب ما تتوهم، وتفرضها على واقع لا يعرفها، ومنها العَلمانية من العالم، أو العِلمانية من العلم، واختصروا الموضوع بفصل الدولة عن الدين، وتمرغت الأجيال بهذا التوصيف المدمر المشين، فلا استطاعت أن تساير الدنيا بأنظمة حكمها، ولا بعلومها فأضاعت الاتجاهات.
الكثير من المفكرين أو النخب، مصابون بعاهة الانبهار بالآخر البعيد، ومنقطعون عن تراث الأمة ومحطات توهجها الحضاري.
وهناك مصطلحات أخرى كالازدواجية التي حشر المجتمع فيها، وهي ليست قدحا بل مدحا لأن بشر الدنيا فيه أكثر من ازدواجية بعشرات المرات وتحركه بوصلة مصالحه الشخصية.
وهذه العلة مستشرية ومستوطنة في ديارنا، وتفرض وجودها على الأجيال، ويشترك بتعزيزها معظم المفكرين والفلاسفة، وأصحاب الأقلام الذين يكتبون بالعربية.
ويمكن القول أنها من العوامل التي فعلت بسلبية في الواقع العربي، وجردته من طاقات الإبداع الأصيل، والابتكار الأثيل اللازم للتعبير عن جوهره وتطلعاته، وأوهمته بالدونية والتبعية والخنوع لإرادة الآخر، الذي يصنع ويزرع، ويدير دولة بدستورية عالية وقوانين عاتية.
ولابد للفاعلين في المجتمع أن ينطلقوا من أعماقه، ويشيّدوا معالم كينونته الكبرى، ويتحرروا من أمراض الانبهار، والتأثر المغفل بالآخر الذي يحتضن تراثنا في دياجير المكتبات والمتاحف، ويطلق منها ما يشاء ويخفي ما يشاء، ليوهمنا بأننا أمة جهل وفقر ومرض وهمجية حمقاء وسفه عقائدي وتوحش ديني، يتمثل بالحركات التي يصنعها ويمدها بما يؤهلها لتدمير الوجود العربي في كل مكان.
أيها المفكرون عليكم الرجوع إلى عناصر الكينونة العربية، بعيدا عن مفردات الحالة الأجنبية، التي تخدعكم وتضللكم لتأمين مصالحها ومشاريعها الاستحواذية على وجود أمة ذات ثراء معرفي كبير.
فهل من رؤية موضوعية جادة ذات قيمة حضارية ساطعة؟!!
اقرأ أيضاً:
"وأمرهم شورى"!! / على شاكلته!!